بركان في الرياض
 

عبد الحافظ معجب

خلال العامين الأخيرين ازدادت الظواهر الطبيعية في المملكة السعودية، حيث أصبح سكان المدن السعودية ينتظرون في كل يوم وليلة حدوث هزات أرضية وزلازل وبراكين وسقوط نيازك وشهب لم يعتد عليها شعب بلاد الحرمين.
آخر هذه الظواهر كانت الهزة الأرضية التي ضربت العاصمة الرياض، منتصف ليل الأحد المنصرم، وغرد السعوديون على مواقع التواصل أنهم شعروا بالهزة بشكل لافت، لكن الذي (مافتهمليش) في هذه الظاهرة كيف اشتعلت النيران في قاعدة عسكرية بمنطقة (المزاحمية)، والناس شافت بعيونها سيارات الدفاع المدني والإسعاف وهي تهرع وتتوافد الى المكان لإجلاء القتلى والجرحى جراء هذه الهزة غير المتوقعة.
تستطيع السعودية تضليل العالم والرأي العام الخارجي، وتتكتم على الحقيقة، ولكنها لن تستطيع أن تقنع سكان الرياض أن ما حدث هو فعلاً ظاهرة طبيعية وهم يشاهدون النيران تتصاعد من القواعد العسكرية بعد أن زارها الحاج بركان بنسخته الثانية والمطورة بالمدى البعيد.
الحنبة والورطة الكبيرة هي كيف تتعامل السعودية مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا التي وعدتها وتعهدت بحمايتها من أي هجوم صاروخي محتمل من خلال الأنظمة الدفاعية الحديثة والمتطورة، والتي دفعت فيها المملكة دم قلبها، طالما أنها متكتمة على الفضيحة، ولم تفصح عن الضربة، كيف ستطالب من شفطوا أموال شعبها بحجة الدفاع، ولو طالبتهم سينكشف الأمر، وتكون فضيحتها بجلاجل!
أما بالنسبة للعدو الإسرائيلي فموقفه لم يتأخر كثيراً، حيث نشرت صحيفة (يديعوت أحرونوت)، بعد ساعات من العملية، تقريراً حول إطلاق القوة الصاروخية اليمنية صاروخاً باليستياً بعيد المدى على هدف عسكري سعودي في العاصمة الرياض.
العدو الإسرائيلي لم يلتفت الى الصمت السعودي، واعتمد رواية الإعلام الحربي، لأنه يعرف أننا لا نكذب، واعتبر العدو العملية خطوة تحدٍّ ضد عيال عمهم من بني سعود.
الهلع الذي عبر عنه كيان العدو أخفته الكثير من مشيخات وممالك (البعران) المشاركة في العدوان على اليمن، وفعلاً كان البركان اليمني في الرياض و(الخضلة) في أبوظبي والمنامة والدوحة، لدرجة أن عيال زايد يفكرون بإعلان مناقصة لفك برج خليفة تحسباً لأية هزات أرضية قد تتسبب بها ارتدادات عاصفة الوهم.
الداخل السعودي له النصيب الأكبر من حالة الخوف والهلع، فالشعب المسعود غصباً عنه يفقد الثقة بالدولة الهشة، والتي أشبعته كذباً، ولم تستطع حتى حماية منشآتها العسكرية وسط العاصمة.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل يعتقد حكام بني سعود أن هناك (مخابيل) يصدقون الشائعات والتفاهات التي يروجها الإعلام السعودي، ويبرر فيها انهزامه؟ هل يعتقد هذا النظام أن عاقلاً يمكن يصدق أن جيش الكبسة ممكن يحمي أمن الشعب في المملكة، وهو يروج أن الجيش واللجان يستخدمون السحر والجن عند دخولهم الى المواقع العسكرية السعودية؟ بماذا ستجيب المملكة على مواطنيها وهم يتساءلون عن الصواريخ الباليستية طويلة المدى التي تضرب الى داخل العاصمة الرياض، بعد عامين من القصف المتواصل على ما يسمونها مخازن التسليح ومعامل تصنيع الصواريخ؟!
وبالرغم من أن الضرب بالميت حرام، لكن عندي سؤالاً لعيال العاصفة ومؤيدي العدوان: (ماتفكروش) إنكم تسألوا أنفسكم عن انتصارات وتقدم السعودية في نهم والمخا وميدي وحرض، وهي عاجزة عن استعادة الربوعة أو الحثيرة، فضلاً عن عجزها في حماية الرياض..!

أترك تعليقاً

التعليقات