رسالة إلى مجاهد
 

عبد الحافظ معجب

عبد الحافظ معجب / لا ميديا -

عند كل انتصار تحققه قواتنا المسلحة ولجاننا الشعبية في معركتنا المصيرية مع أعدائنا الذين حشدوا لنا العالم بكل أسلحته وخبراته وإمكاناته، نشعر بالزهو وننتشي بالنصر وتغمرنا الفرحة، وننسى أن هناك آباءً وإخوة لنا في الثغور والجبهات هم من سطر لنا كل هذه البطولات وكتبوا هذه الانتصارات بدمائهم، فلذلك أحببت أن أكتب هنا رسالتي الى مجاهدي الجيش واللجان الشعبية في كل ربوع الوطن الحبيب.
من داخل مكتبي ومن خلف شاشة الكمبيوتر أبعث برسالتي هذه الى سيدي المجاهد الذي يشق طريقه في السهول والجبال والطائرات تحلق فوق رأسه وتمطر المكان من حوله بالصواريخ والقنابل، وهو يحمل على ظهره عدته وعتاده ليقتحم مواقع المرتزقة وتحالفهم المزعوم ويرديهم صرعى.
سيدي نحن لا نجيد سوى التنظير والنقد و«الهدار الفاضي»، وكل يوم نزعجكم «بالفسبكة» ومنشوراتنا «السخيفة» التي تطالبكم بالحسم والتقدم وكسر الزحوف، ونحن لانعلم الظروف التي أنتم فيها، ولا نملك أدنى معلومة عن المسافات التي تقطعونها سيراً على الأقدام والطائرات تلاحقكم من مكان إلى آخر.
سيدي المجاهد في الساحل والجبل والصحراء، هل سمعت عن القوم «البطرانين والبواقين»، هؤلاء نحن، كلما سمعنا أو شاهدنا انتصاراً ميدانياً أو ضربة باليستية ماعد يكفينا و«ننبع» نقول باقي جبهة كذا يطهروها وجبهة كذا يخلصوها، وليش ما يضربوا دبي وليش ما يقصفوا أبوظبي، واحنا «راقدين» في بيوتنا مع أولادنا وعائلاتنا، ولم نفكر أنكم تركتم أهاليكم وزوجاتكم وأطفالكم وانطلقتم في درب الجهاد للدفاع عن شرفنا وعرضنا، تسهرون في جبهاتكم لننام نحن، تركتم بيوتكم لنأمن في بيوتنا، بالكم مشغول بالذخيرة وبالنا مشغول بعدد اللايكات والتعليقات في الفيس بوك...
سيدي المجاهد يا شرف هذه الأمة وعزها، لولا تضحياتكم لما كنا في ما نحن فيه الآن، أبشركم يا سيدي أن انتصاراتكم في عمليتي «نصر من الله» و»البنيان المرصوص» وضرباتكم المسددة في حقول الشيبة وبقيق وهجرة خريص النفطية أنهكت السعودية وأعاقت تقدمها في مشروع صفقة القرن الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية، وهذا سينعكس إيجاباً على كل المنطقة وصولاً إلى تحرير القدس، كما أبشركم أنه حتى وإن تقاعسنا عن دعمكم وأزعجناكم بالتنظير والكلام، فأحرار العالم اليوم يدركون عظمة ما تقومون به، ولا أخفيكم سيدي أن العرب والمسلمين يفخرون بما تقومون به، ويتابعون أخباركم من فلسطين الى سوريا ولبنان والعراق وتركيا ومصر وتونس وباكستان وإيران وليبيا وموريتانيا والجزائر والمغرب، وجميعهم يرون فيكم الخلاص من حالة الوهن التي تعاني منها أمتنا، أعدتم المجد للعرب، الذين كانوا قد انبطحوا للمشاريع الصهيوأمريكية واستسلموا للصهيوسعودية، واليوم بانتصاراتكم يستعيدون الأمجاد ويشمرون السواعد لملاقاتكم في مشروع التحرر والاستقلال للأمة الإسلامية المقاومة.
سيدي المجاهد إن تقصيرنا تجاهكم كبير، ولن نستطيع أن نكفِّر عن هذا الذنب إلَّا إذا تركنا هذه الشاشات التي بأيدينا وتوجهنا إلى مؤازرتكم في ميادين البطولة لنُقبِّل أقدامكم ونضع «بياداتكم» فوق رؤوسنا قبل أن نمسك السلاح بأيدينا، ومن لم يستطع منا أن يكون الى جواركم سيكون ماله وسلاحه إلى جانبكم، وهذا أضعف الإيمان.

أترك تعليقاً

التعليقات