لمصلحة من؟!
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لمصلحة من تصعد المملكة خطاب الحرب ضد اليمن؟!
أزعم أن المملكة ستكون الخاسرة إن أشعلت فتيل حرب قادمة مع اليمن، وسوف يخسر اليمن حتماً.
الحرب بين بلدين جارين تجمعهما عقيدة الإسلام ودم الصهارة والنسب ورابطة العروبة لن تكون في صالح أحد، وإنما سيدفع فيها الشعبان الجاران الشقيقان سيلاً من الدماء ويجددان من خلال هذه الحرب سجل عداوة وبغضاء آن له أن يجف وتذروه الرماد!
في كلا البلدين مجانين وعقلاء وجهال وعلماء، وقديماً قالوا عبارة ذهبت مثلاً: «ما أحسن الحرب عند المتفرجين»!
الحرب قاطعة للرحم ومعرقلة لتنمية اليمن، والسعودية بأمسّ الحاجة إليها، ونصر للشيطان الذي يسعده أن تثور البغضاء والعداوة بين الأشقاء!
الحق يقال إن المملكة السعودية أكثرت الاستفزاز، ما يدفع بالشارع اليمني أن يشعر بالخذلان من قيادة تؤثر الصمت وتغض الطرف عن هذا الاستفزاز الذي يذهب قتلاه على الحدود كل يوم بالعشرات. 
ويتساءل هذا الشارع: لم لا ترد قيادة اليمن على هذا الاستفزاز؟!
ويقترح الشارع اليمني صاروخاً أو اثنين أو حتى ثلاثين ليهدأ عجب المملكة «الشكيكة» التي لم تفكر في العواقف؟!
أما اليمن فلن يضيره حرب قادمة، فالحرب ضده علناً كل يوم؛ حصاراً بكل الألوان، جوعاً مميتاً، ومرضاً مقيتاً، بينما السعوديون في أحسن حال وأوسع رزق غير حلال، لم تعد خزائنهم تتسع لمال، قد استمرؤوا كبرهم، يظنون أنهم مانعتهم حصونهم من الله.
ومن العجيب أن هذا الغرور قد يعصف بالأمير والحقير والكبير والصغير، وأن صمت اليمنيين وحلمهم لا يدوم، ولن يدوم، والبادئ أظلم، هكذا يقول التاريخ والأمم.
السعوديون لا يريدون غير الحرب، والحرب في نظرهم أموال وسلاح ومن ثم نصر ضد هذا اليمن الفقير الذي حاربه السعوديون، وما يزالون يطوقونه بحصار قاتل جائر مميت!
الجميع يعرف أن السعودية لها فلسفة تكاد تكون خاصة، وهي أن صاحب المال يمكن أن يشتري بماله كل شيء، ابتداءً بالسلاح مروراً بالرجال المرتزقة، وليس نهاية بالأزهر غير الشريف والمؤتمر غير الإسلامي الذي صلى صلاة الغائب لمأساة «الهولوكوست»، بقيادة أحد أمراء الحزم الملكي!
لقد جرب السعوديون أكثر من مرة المرتزقة اليمنيين، مشايخ وضباطاً ومثقفين وصعاليك وأعضاء مجلس نواب ومشايخ ضمان وتجاراً... الخ، كما جربوا مرتزقة حزبيين من طراز إخوان مسلمين من السودان، بداية بالبشير الذي اعترف أمام وسائل الإعلام بأنه تلقى 25 مليون دولار من «صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان أجور عدد من الكتائب التي ذهبت إلى اليمن لقتال أصحاب الحوثي الكفار الشيعة»... ومع ذلك لم تكسب المملكة غير البوار والخسران، ولم تكرس غير احتقار اليمنيين ومقتهم الشديد للعاهل السعودي و»آله» الأشرار غير الأطهار!
سننقل هنا ما يقوله الشارع اليمني، وهو سؤال منطقي جداً: ألا يكفي ما عاناه وما يعانيه الشعب اليمني من الجوع والمرض والحرمان والقتل الذي فرضه حصار ابن سلمان؟! ألا تكفي نصف مليون طلعة جوية أمطرت الشعب اليمني بمئات أطنان القنابل صباح مساء في أشهر الحل والحرام؟!
السؤال الأكثر مرارة: أليس في المملكة رجل رشيد يقف في وجه المجانين في القيادة السعودية ليكفوا عن أفعالهم العدائية ضد الشعب اليمني المسلم المسالم، والعمل على نشر الوئام والسلام بدل العداوة السوداء؟!

أترك تعليقاً

التعليقات