فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

كل ما يعلمه عامة اليمنيين أن الملك فيصل السعودي هو الملك الأكثر عقلاً بين إخوته الأمراء والملوك، وأنه في أكثر ظهوره يرفع يده إلى السماء يدعو، فهو قريب من السماء. ولا تعلم العامة أنه كان الأكثر شرها للتوسع الرأسي والأفقي لتوسيع ما أراده أبوه عبدالعزيز، أن يضم كل الجزيرة العربية لتصبح قاعدة تضم مصر والسودان ولبنان، ليحكم من هذه البلدان بلدانا أخرى في الشمال الأفريقي بعد ذلك. كما لا تعلم العامة في اليمن أن "جلالته" قد وصل إلى الحديدة بداية لاحتلال اليمن، غير أن والده نصح له أن صنعاء عصية على الاحتلال، لما تحيط بها من جبال عسيرة -كما أسلفنا من قبل- ولاتزال وصية المؤسس تصم آذان أبناء سعود والأمراء، يطمع كل منهم أن يدخل جنة نعيم!
كان السلال مشغولاً بترسيخ النظام الجمهوري، فعصف به النظام السعودي لأنه بعثي. وخلفه القاضي الإرياني الذي أصابته هذه الدعوى (بعثي). فجاء نظام الحمدي فاتهموه بالكفر والإلحاد وقتلوه. وجاء الغشمي فرفض تحديد الحدود، بحسب الفكرة السعودية، فتخلصوا منه. وجاء "علي فاسد" فمنَّاهم الأماني فقتلوه بحجة أنه لم يفِ بالتزامه بخصوص الحدود، وأمانٍ أخرى، ربما يكشفها أنصار الله.
لقد نجح عبدالعزيز بن سعود في تنفيذ فكرة تبدو رائعة عندما قام بما يسمى "الإحلال الديمغرافي"، إذ أغرى سكان المناطق الشرقية والشمالية بالزحف نحو المناطق الجنوبية، وبخاصة نحو الأقاليم الثلاثة المحتلة (عسير ونجران وجيزان)، لولادة أجيال تؤمن بأن هذه الأقاليم ماركة سعودية أباً وجداً. ولكن هذه الحيلة لم تعد خافية على الجيل الخامس الذي أصبح جهاله وعلماؤه يعلمون أن هذه الأقاليم يمنية، وهنا رد هو منطق الشاهد أن المئات من أبنائه في غيابات السجون لأن موقفهم أصبح موقف انتماء للأصل والعودة إليه.
إن عقلاء هذه المناطق، مشايخ وعلماء وعقلاء، يعانون كثيراً في سجون المنطقة الشرقية والشمالية، بسبب أنهم رفضوا الالتحاق بالعسكر ضد إخوانهم اليمنيين على الأقل بالكلمة... والله المستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات