فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
في الوطن العربي غير السعيد من حقنا أن نسأل زعماءنا غير الأجلاء، أصحاب الفخامة، السمو، الجلالة، الشيخ: لماذا تكذبون علينا ونحن وإياكم نعيش فراغاً مخيفاً وعلمنا وعلمكم واحد؟! أنتم تعلمون يا أصحاب الجلالة والفخامة والسمو أنكم غير أكفاء للجلوس على هذه الكراسي الذهبية الزاهية، وإنما صعدتم إليها عبر المدرعة والدبابة، وأضعف الإيمان وأكثره على شيكات البنوك مرفقة بالأكفان - علي عبدالله صالح أنموذجاً؛ فلماذا تسفكون مليارات النقود لإجراء انتخابات مزورة هذه الأيام يغلي الشارع العراقي مندداً بتزوير الانتخابات، والمشكل أن وزارات داخلية الأنظمة العربية إذ تكذب وتزور فإنها «ترتبش» حين تكذب فتخرج الكذبة على غرار المخرج الفاشل!
فهناك في العراق خرجت طائفة مهتمة بالانتخابات وصولاً لديمقراطية تعطيها حقوقاً حُرمت منها طويلاً!
ولله در الزعيم القتيل معمر القذافي الذي قال إن الديمقراطية كذبة ملعونة لأنها عين الدكتاتورية، فكان أن حكم الشعب الليبي بالقهر وأصبح «الكتاب الأخضر» فهرساً لموضوعات من أساليب تذيب الصخور وتلاحق المعارضين... أحد مذيعي الـ(BBC) فر من القتل على ثرى وطنه ليبيا ليسفك دمه على أرض شارع في لندن، ودفع أمين عام القومية العربية، العقيد القذافي، ملايين الاسترليني في مجلس العموم البريطاني ورجال الصحافة، بل التزم بحمل النووي للكيان الصهيوني، وقد وفى بالالتزام، فسلم معدات السلاح النووي لـ«إسرائيل». ومثله «الزعيم» اليمني علي صالح، الذي كان شعبه المحروم المظلوم قد صدّق أنه يحتكم للشعب فهرول إلى صناديق الانتخاب، فاختار الشعب منافسه ابن شملان، ففاز ابن شملان، غير أن «صالح» وجه أمره للدبابات والطائرات أن تستعد لقمع أي قوة مهما كانت تحاول أن تمنعه من دخول دار الرئاسة. هذا الكلام، بل هذه الرواية لم نأخذها من معارضي الرئيس، ولكن من فم علي محسن الأحمر، الذي أطاح بعدد من الانقلابات ضد فخامته.
يا أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، لماذا تكذبون ومعكم الدبابات والطائرات...؟! إن طلقة رصاصة تقمع ألف طابور ديمقراطي!

أترك تعليقاً

التعليقات