فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإقرار قواعد أمريكية-صهيونية، وربط القرار اليمني على مستوى الشأن الداخلي والخارجي سواء، خصوصا فيما يتعلق بتعيين موظفي الدولة في الأماكن الحساسة كالداخلية والدفاع والبنك المركزي والاتصالات والإدارة المحلية، وتعيين السفراء وشراء الأسلحة وفي مجلس - أو بالأصح في مجالس وهيئات الأمم المتحدة، وفتح ممرات نفطية ومائية على البحر العربي، ورهن الثروات الطبيعية لدى المملكة وبتصرفها، وربط السياسة التعليمية وفق المنهج الأمريكي والسعودي وحذف ما يدعم الإرهاب، كحذف آيات «الجهاد» في القرآن الكريم والحديث الشريف... كل ذلك فيما يبدو بعض العقبات التي تقف عائقا أمام إنجاز اتفاق يمني - سعودي أصالة عن العدو الأمريكي الصهيوني، وحفاظاً على استمرار المباحثات.
يخشى إذا اعتمد رئيس الوفد المفاوض، محمد عبدالسلام، والواقع فيما يبدو تحت إحراج الوساطة العمانية، ولقد صرح بنيامين نتنياهو، رئيس عصابة الكيان الغاصب الأمريكي، أن لـ»إسرائيل» الحق في أن يتضمن أي اتفاق في مسقط شرطاً مهماً ألا تكرر اليمن ما عملته في حرب يونيو 73 عندما أمر القاضي المرحوم عبدالرحمن الإرياني بإغلاق باب المندب، بطلب من الزعيم عبدالناصر، وأن يُسقط أنصار الله شعار «فلسطين القضية المركزية».
وأكاد أستشرف تصوراً واضحاً لثلاثة أنساق لما يدور في عمان كالآتي:
1 - نسق أمريكي يتمثل في إنشاء قواعد عسكرية، معلنة أو سرية، في اليمن، منها قواعد في باب المندب وخليج عدن، والتطبيع مع الكيان الصهيوني، والتنازل عن قضية فلسطين، باعتبارها قضية تخص الكيان الصهيوني وعملاءه الفلسطينيين، على غرار محمد دحلان وأبي مازن...
2 - نسق إماراتي، ويتمثل في التنازل عن ميناء عدن وجزيرة سقطرى وجزيرة عبد الكوري.
3 - نسق سعودي يتمثل باختصار في ألا يحدث تغيير في السياسة اليمنية تجاه المملكة «الشقيقة» على النحو المعتاد وأن تظل المملكة هي الوصي الأكبر على الأخ الذي لم يبلغ الحلم (اليمن)، بالإضافة إلى توكيد هذه الأمور بالمصادقة على ما رفضه آخر إمام يمني (المرحوم محمد البدر) من أبيه الإمام أحمد حميد الدين وآخر رئيس جمهوري (علي عبدالله صالح)، رغم انتهازية التوقيع على فتح منفذ لخط بترولي يربط البحر الأحمر بالبحر العربي، وعدم فتح ملف الحدود السعودية - اليمنية (جيزان، نجران، عسير)، وهي الاتفاقية الساقطة دستورياً وقانونياً على المستوى المحلي والدولي.
إن الشعب اليمني يموت جوعاً ومرضاً وخوفاً وحصاراً، ولذا نناشد الإخوة في سلطنة عمان الشقيقة أن يذيعوا تعنت السعودية، العميل الحصري لأمريكا، ويطلعونا على الحقيقة. كما نناشد ولي الأمر المجاهد السيد عبدالملك الحوثي ألا يقف متفرجاً أمام هذا العدو الفاجر، كصاحب الثور الذي هلك ثوره وهو يعده بحزمة الحشيش والقصب أعلى الشجرة. إن وقت الغضب قد حان، ولا نامت أعين الجبناء، أحفاد خيبر وقريظة وقينقاع!
الفزعة يا رجال!

أترك تعليقاً

التعليقات