فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
في مدارس جمهورية الثورة اليمنية 62 وما بعدها، كان أشقاؤنا المصريون كتبوا علينا مادة «التربية الوطنية» - نسخة من مقررات وزارة التربية والتعليم في جمهورية مصر العربية، وكانت هذه المادة تقف الطالب على مصطلحات: «الوحدة العربية»، «الرجعية»، «الاستعمار»، «الصهيونية وخطرها على العالم العربي»، «ثروة العرب للعرب»، «الجامعة العربية»، «العدوان الثلاثي»، «الاستعمار الغربي ومقاصده»، «العروبة من المحيط إلى الخليج»، «أبطال العروبة: خالد بن الوليد، عبدالرحمن الناصر، جمال عبدالناصر، الحسين بن علي، عبدالقادر الجزائري، جميلة بوحيرد، عمر المختار... وغيرهم»...
وأذكر أن الأستاذ محمد الطنطاوي والأستاذ محمد سلامة، المصريين، وهما يتحدثان عن هؤلاء الكوكبة من الأحرار والثوار يبكيان منفعلين بالمآثر البطولية الخالدة لهؤلاء وأولئك من الأحرار، وبعد أن رحل المصريون من اليمن بعد 67، قام تلاميذهما اليمنيون بتدريس هذه المواد بكفاءة منقطعة النظير، والفضل في ذلك للأشقاء المصريين.
لئن ظلت/ ضلت هذه المادة في مدارسنا فهي مادة بلا روح، ربما لأن الوطنية غادرت القداسة وأصبحت الوطنية فاقدة الانتماء، توظف لأدبيات ومراجع ومصالح حزبية انتهازية تقاسم موادها جماعات الإخوان والبعثيين وعشائر الطائفية والقبلية، وأصبحت مذكرات الثورة والثوار تكرس جلالة القبيلة والحزب، كما هو الحال في مذكرات عبدالله بن حسين الأحمر، ومحسن أحمد العيني، وتكرس بعض الأحزاب الثورية كما هو الحال في مذكرات القاضي عبدالرحمن بن يحيى الإرياني - رئيس المجلس الجمهوري، رحمه الله...
فابن الأحمر يسند الدفاع عن الثورة وقيام الجمهورية إلى قبيلة حاشد، مع أن الثورة اليمنية نهضت بها كل القبائل اليمنية، ومذكرات الإرياني تتجاهل عامدة «اليسار» بتنويعاته المختلفة، وأصبح الطالب اليمني باهتاً إزاء قضاياه الوطنية والقومية، بعد أن عاد هذا المنهج جديد الصناعة بقلم التجمع اليمني للإصلاح، خاصة بعدما التقاسم بين الإصلاح بقيادة عبدالله الأحمر والمؤتمر الشعبي العام بقيادة علي عبدالله صالح، ونحن بحاجة لصناعة منهج شامل ليشعر الطالب اليمني مسؤولاً متفاعلاً وفاعلاً مع قضايانا جميعها، فهل يفعل ذلك أنصار الله؟!

أترك تعليقاً

التعليقات