فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
الكتابة مزاج، والقراءة مزاج، والأكل مزاج، والجنس مزاج، وحب هندام معين مزاج، والمقيل مزاج، والنزهة مزاج، وصوم النافلة وصلاة النفل مزاج، والنفاق مزاج... والسؤال هو:
كيف أقنع زوجتي كيف يتعكر مزاجي عندما أرى كتباً معينة وضعتُها عند السرير فإذا بها قد ضُمّت ضمّاً إلى مكتبتي المبعثرة التي تضم أيضاً «فردات شباشب» لا يربطها نسب ولا دين ولا عادات ولا تقاليد بشباشب أخرى؟!
عندما أجد مزاجي جاهزاً للقراءة تسوّده زوجتي بقولها: كان الكتاب الذي تبحث عنه فوق حنفية المطبخ، فابحث عنه في سلة قات أمس، شغلتني بنتك فلم أضعه في المكتبة طبعاً!
أكتفي بالقول: أنت بذمة الإمام!! والمزاج ينفعل -كأي مشاعر إنسانية- بعوامل ومؤثرات منها عوامل الحرب والسلام، فتتغير الطبيعة، طبيعة اللغة وأسارير الوجه؛ فلوجه الإنسان، بل لجسده لغة. وأول مرة رأيت عنوان كتاب في لغة الجسد عندما كنت مطوبراً في مطار الحريري بلبنان، إذ لمحت عنوان «لغة الجسد» بجوار جميلة من جميلات لبنان تضع ختم الدخول على جوازات السفر. وددت أسألها: من أين يمكن شراء نسخة الكتاب؟ فمنعني الحياء؛ لأن الغلاف صورة فتاة عارية!
والجنس في ثقافتنا العربية «تابوه» محرّم. وسمعت خطيب جمعة وهابياً في جامع الشيخ عبدالله بن باز في الرياض يصف حور الجنة، ففسر الآية {وكأساً دهاقا} بأنها كأس في الجنة مترعة بالخمرة التي لا لغو فيها ولا تأثيم، بعد أن اعتذر للحاضرين متجاوزاً تفسير قوله تعالى: {وكواعب أترابا}، بقوله: «اللهم إني صائم»، محيلا تفسير هذه العبارة إلى تفسير «السعدي» و»ابن كثير».
وقد كره علماء الأمة قضاء القاضي الجوعان، لأن مزاجه لن يكون على ما يرام. وابن أختي «هاني» أصلحه الله كان عاشق قيادة السيارة 13 سنة، وكان يتحين وقت مقيل أبيه المشغول بالقات فيستأذنه أن يأخذ مفتاح السيارة، لأن الوالد مشغول بمزاج «التخزينة»، وهكذا فإن المزاج ينبغي أن يُحترَم باعتباره طقساً من طقوس العادات النفسية الحاكمة، وإن لنفسك عليك حقاً.

أترك تعليقاً

التعليقات