فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
إن حكومة الإنقاذ لم تنقذ بعد من يستحق الإنقاذ، فالغلاء الوحشي لما يزل ينشب أظافره في جسد اليمن المنهك، ولم تستطع هذه الحكومة «الفتة» أن تسأل المسؤولين عن رغيف الحياة لمن يعيشون غرغرة الموت ليل نهار وشربة ماء يجرعها الفقراء ملوثة بالمجاري، وفيم هذا الاستخفاف بحياة المعذبين في الأرض؟! ونحن لا نحرض ولا نبالغ، ودليل ذلك سؤال نلقيه في وجه من ينكر ضوء الشمس: هل أولاد هؤلاء المسؤولين عن الغذاء مثل أولاد الذين إن اصطبحوا رغيفاً لا يجدون نخالة دقيق يتغدون بها أو يتعشون بها؟! هل أولاد الوزراء كأولاد عامة الشعب الذين يتسكع أبناؤهم وإخوانهم وأخواتهم وبناتهم في الأزقة ومن بيت إلى بيت يسألون الناس إلحافا في الشمال والجنوب؟! ماذا عملت حكومة الإنقاذ التعيسة للساكنين في الدكاكين الذين يفترشون الصقيع، غير هذا القانون العدواني الذي خطه أصحاب القصور الفارهة والمنازل الاستثمارية في كل حارة وزغط مدينة؟! ونسأل حكومة الإنقاذ للشرفاء في أبناء شعبنا اليمني الذين يواجهون سخرية أبنائهم بأسئلة مستفزة: ماذا نفعتكم الوطنية ونحن لا نجد الغذاء ولا الدواء ولا الكساء؟! وهو السؤال نفسه الذي سأله أبناء الذين استجابوا لنداء الوحدة لآبائهم الوحدويين الذين ضحوا بدمائهم حين حاصر الملكيون صنعاء في 67 وقدموا من الجنوب بأسلحتهم ودمائهم يدافعون عن صنعاء عاصمة الوحدة اليمنية المرتقبة وكذب عليهم «الزعيم» فاسد أنهم سيلقون في حضن صنعاء كل دفء وحنان وتكريم وتقدير، فلما جاؤوا صنعاء لقوا فنوناً من الإقصاء والتهميش والتضييق وبقية صيغ «التطنيش» الأخرى، المجموعة في قوله «مع»!! فارتد كثير من المناضلين والقاعدين والمثقفين والجاهلين عن الوحدة، استنكافاً أن يكون بدل تضحياتهم وأحلامهم الخضراء جدباً ومحْلاً ونكران معروف. كما ارتد كثير من الذين كانوا يرون في الوحدة كما يرى «الزعيم» مغنماً ينطلق من صنعاء حتى أقاصي «حبان» ومجاهل «العارة».
إن واجب الدولة القيام بحق المثقفين، الذين بهم وبجهودهم تستقيم أمور العدل ويتحقق الاستقرار، بفضل ما يزرعونه من قيم الخير والعدالة والحرية والمساواة. لسنا نجهل أين هم وكيف يعيشون، فأمن الدولة بأجهزته المختلفة يعرفهم، إلى درجة معرفة المتون والهوامش، ونحن لا نطلب لهؤلاء المثقفين أكثر من أن يعيشوا حياة كريمة، لأنهم مصادر نور وتنوير وثورة وتغيير وتحرير.
إن على قادة الرأي العام أن يقوموا بدور التعريف بهؤلاء الرواد، فلعل مسؤولي الدولة مشغولون بالنميمة الفارغة وأغاني جلسات المقيل وصيحات تسديد الكرة في شباك الملاعب، وأروقة البورصات العالمية!

أترك تعليقاً

التعليقات