فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمــد التعــزي / لا ميديا -

كانت الوحدة اليمنية عاصماً من الحروب البينية على مستوى الجنوب وعلى مستوى الشمال وعلى مستوى شطري اليمن معاً. ولعل حكماء اليمن ومثقفيها قد فطنوا إلى أن وحدة اليمن هي الهدف والغاية للدفع بالاستقرار والتنمية والخلاص من الشتات والتمزق، فإن جار السوء لاذت بالنصيحة السوداء للشيخ "النجدي" الذي لم يف بوعده لقريش "إني جار لكم"، فاعتذر بقوله حين "تراءت الفئتان" فقال "إني أخاف الله رب العالمين".. 
إن جار السوء الأول كان مرجعاً فجاد بهذه النصيحة السوداء: "خيركم من اليمن وشركم من اليمن"، فحاول أن يستبق البشارة الكبرى بيوم واحد، حين عرض على القيادة في الجنوب "شيكاً" مفتوحاً لإخماد هذه البشارة، غير أن الحفيد وزير الخارجية سعود الفيصل لاذ بالخيبة كما لاذ جده في وقعة "بدر"، فلم يسعه إلا طائرته ولت باتجاه الرياض فيقول للجد والأبناء: لم أرجع إلا بالخيبة والبوار!
ظلت عاصمة "الأعراب" تواصل مهمة إبليس الرجيم بكل عزيمة وحول وطول لإفساد الوحدة حتى الأمس القريب، تستعين بأباليس وشياطين كثر، حرباً أو سلماً، حصاراً أو مرتزقة أو استهدافاً ما وسعها، كي يعود الحليب إلى الضرع، أو يلج الجمل سم الخياط.. وفطن البلداء المناكيد من أبناء اليمن، كما فهم أذكياء اليمن من قبل، إلى أن جار السوء -أحفاد شيخ نجد- لم يريدوا تحرير اليمن من المجوس الإيرانيين، وإنما إدخال اليمن في فتنة دموية أتت على كل شيء، إذ فتكت طائراتها وسفنها ودباباتها بعشرات اليمنيين، ولما تزل تفتك بالمئات على مرأى من الرشوة التي اشترت العالم، بمن فيهم مرتزقة فنادق العواصم العربية والأعجمية.. تحت غطاء مكشوف يتمثل فتوى جديدة صرح بها عبدالزنداني، مفادها أن ما تقوم به السعودية إنما هو واجب "شرعي" "أخلاقي" "أخوي"، وهي فتوى أطلقها "الديلمي" عام 94 مع اختلاف في الصياغة و"التسبيب".. الآن يقتتل اليمنيون في ما بينهم عوداً على بدء، وإذا ظهر فريق على آخر فإن الأعراب سرعان ما يتدخلون "لتطهير" مناصرة الفريق على الآخر.. حصحص الحق الآن، والذي ظهر للبليد والذكي معاً أنه لا السعودية ولا من خالفها تريد مناصرة الشرعية، وخير دليل شكوى وزير خارجية عبدربه وشكوى حكومته إلى مجلس الأمن الذي ندد بالانتقالي الذي بزعمهم خرج على السياق. أما الضّال عبدربه فإنه يرحم الله، فرج الله عنه، فليس بأسعد حالاً من حريري لبنان.

أترك تعليقاً

التعليقات