فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
في الشارع أو جوار مدرسة أو في حفل مهيب تسمع القرآن فتعرف أن إنساناً ما انتقل إلى رحمة الله، إن كان من الذين أحسنوا عملاً أو الذين ضاعوا وضيعوا! وإنما أردنا بهذا المعطى أو بكتابة هذه السطور أن غير قليل من الناس فهموا أن القرآن -وهذه مصيبة في حدها- للأموات وليس للأحياء، أن آياته المباركة وضعها المسلم وراءه ظهرا وأصبح بيننا وبين القرآن كتاب الله الكريم أبواناً بعيدة ومسافات شاسعة العرض والطول، وليتنا وقفنا عند حد عدم تلاوته وترتيله، بل ذهبنا نتجاوز أحكامه الصريحة ونقترف ما يحرمه ويجرمه، ومثال ذلك ما يؤمن به ويحض على وجوده أحد الذين يستظهرون آياته حفظاً ويتقنون إعرابه نصباً وجراً، فيصدر الفتوى التي تتجاوز سلبية الانتهازية ورجعية الانتهازية ليقتل 30 مليونا لم يؤمن بنظرية حزبه ليبقى على ظهر هذه الحياة مليون «حزبي تجمعي»، ومنابر كثيرة قد عرفت هذا الدخيل على الفتيا. هذه المنابر التي رشحت صراحة فيها ومن على أعوادها أن يكون أحد قيادات الإسلام الغالي الجاهل في تنظيم يدعو إلى الله باجتهاد يحض على القتل ويلتزم سنة ترمي بالمذنب الجاهل من شاهق وتذبح مرتكب البدعة من رقبته بالسكين وتنتصر للإسلام حين اقتراف شبهة لتحشره مع جماعة أصحابه في قارب صغير سبق تلغيمه بالدنياميت ليتفجر بهم عرض البحر.
وعندما يدعو هذا الذي ظن أنه غير ناج من دعوى تقيم على واقائعها دلائل وشواهد، عندما يدعو هذا المغامر إلى قتل 30 مليون نفس وليس نفساً واحدة، عندما يدعو إلى اجتناب العلمانية التي لا يفقه معناها بأنها كفر فإن ما يدعو إليه يتجاوز الكفر إلى ما هو أبعد من الشرك.
يا قومنا أجيبوا داعي الله، فلا تتخذوا القرآن مهجورا بتحريفكم لآياته والانحراف عن مقاصده.

أترك تعليقاً

التعليقات