فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا - 

أغفلت الدولة اليمنية كثيراً من الملفات الخيانية على مدى ما يزيد عن نصف قرن، مراعاة لتمتين أواصر الوحدة الوطنية، وحفاظاً على الجمهورية. ومن بين هذه الملفات ذلك الملف الذي يضم بين دفتيه أضابير (اللجنة الخاصة) التي ازدهرت بشكل خاص في عهد (سموم) الأمير سلطان بن عبدالعزيز والجهاز الوطني.
هذا الملف الذي بناه الخارج وساعدهم الداخل لتدجين القرار الوطني ليكون ذيلاً للقرار السعودي المحتل للأقاليم الثلاثة اليمنية (عسير، نجران، جيزان)، وليكون اليمن (حوشاً) للمهلكة الشقاقية السعودية (خرطوم) الآلة الاستعمارية في الوطن العربي التعيس! فهذا الملف (المركون) في دولاب الجمهورية ينبغي أن يفتح ليعرف الجيل اليمني الطالع عدوه من صديقه، ويقدم احترامه الشامخ للمناضلين (الصاعدين من دمائهم) أولئك الذين ضن عليهم طغاة وحثالة الشر برصاص البندقية لتسحقهم جنازير الدبابات!
نحن بحاجة لكشف ملفات الفساد: ملف صرف مليارات الريالات للأقارب والأباعد لضمان الولاءات، ومنح الاعتمادات والتسهيلات الائتمانية والقروض البنكية للأصهار والأنساب والأزلام، مع مراعاة أن المرء يخشى أن تضيع هذه الملفات من قبل أهل العمولات خوفاً من تقديمهم للعدالة، وملف آخر يتعلق بالفساد، وهو استباحة أوقاف الشمال والجنوب، وعقارات الدولة بمئات الكيلومترات، وبيع أموال الأسرة الملكية قبل الثورة بالحق والباطل، وأهداؤها للطغاة الصغار والكبار، وملفات سياسية تضم اغتيالات وإعدامات لهامات وطنية ليس إبراهيم الحمدي (عام 1977) إلا أحدها، ولم يقم نظام صالح على مدى 33 عاماً بفتح تحقيق في هذه المآسي، وملفات طائفية تفضح كيف أن هذا النظام الذي لم يدفن بعد كان يخالف قواعد البعثات الدبلوماسية والمنح الثقافية التي كانت توزع إما بالمحسوبية أو بالرشوة، وكان معظم هذه المنح غير مطابقة لمواصفات الثانوية العامة، وسلوا كنترول التربية والتعليم كيف كانت تمنح أحياناً درجات الثانوية العامة!
المهم لا بد من المكاشفة لنتلافى القصور من باب الاعتبار والموعظة.

أترك تعليقاً

التعليقات