خطاب
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
الخطاب هو ما تتوجه به للآخر، فأنت تستخدم اللغة لمخاطبة غيرك لتعبر بها عن حاجة معينة في نفسك، وهذا يعني أن عليك أن تستخدم ألفاظاً بعينها لأداء ما تريد.
وعاقب الله اليهود لأنهم غيروا الخطاب، وقد أمرهم أن يقولوا وقد دخلوا باب القدس: «حطة»، أي: حط عنا يا ربنا الذنوب وتجاوز عن فعلنا السوء، فما كان منهم إلّا أن غيروا هذه اللفظة بقولهم: «حنطة»، أي حبات من القمح، كِبراً وسخرية وهزؤاً.
إن البلاغة الكلامية أن تختار لغة سليمة راقية ومهذبة تعبر عنها المواقف المختلفة، وهو ما يعني بها قولك مقتضى الحال، فلكل موقف خطاب معين، ولذا فلقد ضرب الله مثلاً بأبناء الأثرياء الذين تربوا تربية هانئة مترفة، ثم إذا طلب إليهم أن يعبروا عن موقف معين فإنهم لا يستطيعون التعبير بشكل مناسب؛ يقول تعالى: {أَوَمَن يُنَشَّؤُاْ فِى ٱلْحِلْيَةِ وَهُوَ فِى ٱلْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍۢ}.
وإذا كانت الأمثلة قد وضعت لأداء المعنى بشكل مناسب، فإن حكاية يمنية توضح أن مسألة الخطاب لا بد أن تُصاغ صياغة مناسبة، فلقد حكي أن واحداً لا يحسن الخطاب توفيت والدته، فأراد والده أن يتزوج امرأة أخرى، أعجب بها الابن الذي لا يحسن الخطاب في أمور حياته، وقد اشترط عليه والده ألا يقول أي شيء، لأنه لا يحسن التعبير عن شيء، فكان كلما استأذن أباه يقول له: يا ولدي ممنوع الكلام إلّا ليلة العيد، فلماء جاءت ليلة العيد استأذن أباه، فأذن له لأنها ليلة العيد، فقال الابن وقد ظهرت زوج أبيه في كامل زينتها: يا أبي، هل تزوجني خالتي؟! فقال له أبوه: ممنوع الكلام حتى ليلة العيد!
وفي هذا حديثنا غداً إن شاء الله.

أترك تعليقاً

التعليقات