الوهم العاطفي..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
أسوأ شيء ممكن أن يفعله الإنسان بنفسه هو أن يخدعها، ويغرقها في أوهام وتخيلات لا وجود لها.
إليكم هذا المثال من التاريخ: قبل نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت كل المؤشرات تقول إن «ألمانيا» قد خسرت الحرب، ولكن المشكلة أن «هتلر» ظل يقنع نفسه بأن لديه «أسلحة سرية» وخطة انعكاس مفاجئ ستقلب الموازين.
استمر هتلر في إقناع نفسه بهذه الأوهام، وكان يصر على التمسك بها، الأمر الذي عطل أي محاولة عقلانية لإنهاء الحرب.
في النهاية انتحر هتلر، ووصلت القوات السوفييتية إلى مقره في برلين.
من الواضح جداً أن هتلر كان يغالط نفسه فقط لا غير، فلا وجود لأي أسلحة سرية أو خطة انعكاس ستقلب الموازين.
طبعاً، هناك حالات أخرى تدخل ضمن خداع النفس. مثلاً: في علم النفس هناك مرض يسمى «الوهم العاطفي»...
هؤلاء المرضى يقنعون أنفسهم إقناعاً كاملاً أن هناك شخصاً مشهوراً أو شخصاً بعيداً يحبهم سرًا.
هناك حالات مسجلة لنساء ورجال كانوا مقتنعين تماماً أن سياسيين أو فنانين يبعثون لهم رسائل مشفرة في التلفزيون أو الصحف. طبعاً هذا الوهم القوي يجعل الإنسان يعيش في عالم مختلف تمامًا عن الواقع، والنتائج دائماً تكون كارثية.
لماذا أحدثكم عن هذا الموضوع؟
بصراحة قررت أن أكتب عن هذا الموضوع لأنني أشعر بالقلق على بعض الناس.
أولئك الذين لا يزالون يصدقون أن «أحمد علي» سيكون رئيساً لليمن، وأن «أحمد علي» يحبهم من بعيد.
ينتظرون أن يأتي إلى اليمن بكل شوق، ويطالبون بتسليم دولة وشعب بأكمله لخائن عميل هرب إلى حضن الإمارات التي اعتدت على شعبه.
يا مضحكين.. القناعة كنز لا يفنى، عليكم أن تقتنعوا أن من خرج من السلطة فلن يعود لها، ولكل زمان دولة ورجال.
وفوق ذلك أليس من العيب أن تتهموا الآخرين بالسلالية وأنتم متمسكون بهذه الأسرة..!!
إذا لم تكن هذه سلالية فما هي السلالية؟
المهم.. نصيحتي لكم ألا تتوهموا أشياء لا وجود لها، صدقوني أنا أقول هذا لمصلحتكم.
توقفوا عن خداع أنفسكم، وحاولوا أن تتقبلوا الواقع مهما كان لا يعجبكم.

أترك تعليقاً

التعليقات