فوتوشوب..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
كنت جالس طفشان أفكر في وضع البلاد والعباد، وقلت لنفسي خليني أفتح الفيس وأشوف آخر الأخبار.
فتحت الفيسبوك وتصفحت الصفحة الرئيسية، ومع الأسف مافيش حاجة ترفع المعنويات.
كل المنشورات عبارة عن «أموات وأمراض وتعازي وحوادث وجميع أنواع المآسي والأحزان».
فجأة وقعت عيني على صورة أذهلتني.
طبعاً هي صورة فوتوغرافية لسائلة صنعاء القديمة وهي ممتلئة بالسيول، لكنها صورة جميلة بشكل غريب.
المياه زرقاء كزرقة السماء الصافية، وخالية من أي شوائب ومخلفات.
الأشجار مرتبة جداً، ولونها أخضر فاقع يسر الناظرين، لم تعد مصفرة باهتة من العطش والأمراض.
كل شيء في الصورة كان مثالياً وجميلاً، وكأنها صورة من الجنة وليست من اليمن...
أيش هذه الروعة يا جماعة الخير..!
أنتم متأكدين أن هذه هي السائلة؟
أوه.. تذكرت أنه في حاجة اسمها «فوتوشوب» وبرامج تعديل للصور.
الله يصيبك يا عم «فوتوشوب»، فرحتني على الفاضي.
بس والله ضحكني الشخص الذي عدل الصورة ونشرها، سقف أحلامه عالي جداً.
يشتي السائلة تكون زرقاء، الرجال يتخيل نفسه عايش في مدينة البندقية..!!
يا صديقي خليك من هذه الخيالات، فنحن أحلامنا بسيطة وعلى قد حالنا.
مثلاً نتمنى لو يصلحوا الشوارع والطرقات.
نتمنى تختفي هذه الحفر والمطبات القاتلة والموجعة.
والله موجعة فعلاً، توجع قلبك وتوجع سيارتك الصغيرة المسكينة المتواضعة.
نتمنى نكون نمشي واحنا آمنين، مافيش حفرة تعمل لنا مفاجأة.
نتمنى نشوف ناس مهتمين بالإصلاح ويعملوا بذمة وضمير.
نتمنى نبطل نعمل من هذا الأسفلت الرخيص الذي يتدمر بقطرتين ماء.
الله الله ما أجمل أحلام البسطاء.. قلك سائلة زرقاء.
لكن بصراحة أنا خائف يطلع لنا واحد من أمانة العاصمة يصلح الشوارع بالفوتوشوب.. الله يستر بس.

أترك تعليقاً

التعليقات