سقط عمدا..
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
الوداعة الظاهرة على بعض الوجوه قد تخفي تحتها شراً وحقداً ورغبة عجيبة في سفك الدماء وأكل الأكباد. أقول هذا الكلام بناء على تجارب كثيرة مررت بها في حياتي، سأحكي لكم إحداها باختصار.
كان لدي صديق قبل عدة سنوات، كنا نصلي ونأكل ونضحك معاً، وكان مقراً بأنني مسلم مثله، ولم تكن لديه مشكلة مع لقبي أو انتمائي لأسرة هاشمية، ثم سافر للاغتراب في السعودية، وبعدها بفترة انطلق العدوان على اليمن، ففوجئت بأنني أصبحت رافضياً مجوسياً تعد محاربتي واجباً شرعياً! كلما صادفته على «الفيسبوك» في منشور أو تعليق أخرج ما في صدره من غل وحقد دفين، وبدأ بلعن الهاشميين المجوس الكفار...!
هذه الفئة الحاقدة من الناس ترى أنه ليس للهاشميين أي حق في الحياة، وهي 3 أنواع:
- النوع الأول: يعيش خارج اليمن، وبالأخص في السعودية، ودائماً يتوعد الأسر الهاشمية اليمنية بالقتل والذبح والتنكيل.
- النوع الثاني: يعيش داخل اليمن في مناطق حكومة الفنادق، ولا يتردد في قتل وذبح أي هاشمي يصادفه في الشارع.
- النوع الثالث والأخير: يعيش داخل اليمن في مناطق سيطرة المجلس السياسي الأعلى، ولأنه لا يستطيع إبداء رغبته بذبح وقتل الهاشميين تحت ظل دولة آمنة، فهو يسعى لمنعهم من الماء والهواء، أي يسعى لمنعهم من الحياة.
إذا رأى هاشمياً لديه محلات صرافة مثلاً يقول لك بحماس وكأنه وجد فضيحة: «هيا ابسرتوا يا آل البيت؟! خلاص الفلوس عندكم بس!»!
إذا رأى هاشمياً يأكل ساندوتش فلافل كبقية الناس في أي مطعم يصيح متأففاً: «والله دولتكم يا هاشميين؛ قد انتو تأكلوا فلافل!»!
إذا رأى هاشمياً يسترزق فوق عربة بطاط، ينظر نحوك بحسد ويقول: «أيوه أيوه يا آل البيت! كملتوا البطاط على الناس»!
أما الكارثة العظمى، إذا رأى هاشمياً يشغل أي منصب من مناصب الدولة؛ هنا سيتهم الجميع على الفور بالسلالية والعنصرية وتسخير الدولة لصالح آل البيت و... و... و... الخ!
يبكي وينوح إذا تم تعيين شخص من أسرة هاشمية نائباً أو وكيلاً لوزارة ما، ويتناسى أن معالي الوزير نفسه من أسرة ليست بهاشمية! يعني بالمختصر موتوا جوعاً يا بني هاشم، لا حق لكم في الحياة!
طبعاً أيام النظام السابق كانت مؤسسات الدولة مليئة بالهاشميين، ولا أحد يبدي مرضه أو حسده. لكن ما إن اشتعلت الحرب وتغيرت الأوضاع حتى أخرجوا ما في صدورهم من غل، وأرادوا منع الحكومة من تعيين أي هاشمي في أي مكان. أصبح الجميع يتفحصون اللقب قبل الاسم: «فلان بن فلان الحوثي.. يا جناه!»، «فلان بن فلان المداني.. يا غارتاه»... وهكذا.
أما في المحافظات المحتلة فقد تُقتل وتُسحل وتعذب بأبشع الطرق بسبب لقبك؛ ذلك أن اللقب أصبح جريمة يعاقب عليها بالإعدام، بفعل الثقافة الوهابية الإخوانية النتنة.
ما دامت الألقاب مشكلة لدى الحاقدين والأنانيين، وذريعة لحرمان بني هاشم من التنفس والعمل وممارسة الحياة العادية، فأنا هنا أول من يدعو الدولة إلى أن تكون المعاملات الرسمية بدون ألقاب؛ قرارات التعيين، شهائد المدارس والجامعات وكافة الوثائق الرسمية، سواء كنت هاشمياً أو غير هاشمي.
هكذا سنحل مشكلة أي شخص يعاني من عقدة النقص. وكل أسرة تحتفظ بلقبها في العلاقات المجتمعية بعيداً عن المعاملات الرسمية، والأنساب يعرفون بعضهم دون شك.
ومن اليوم أدعو رئيس التحرير لنشر مقالاتي دون لقب. أعتقد أن اسم والدي العزيز كفاية وزيادة. ولتحيا اليمن.

أترك تعليقاً

التعليقات