شعب عاطفي
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
قبل يومين فاز المنتخب المغربي على منتخب البرتغال بهدف نظيف، وتأهل إلى نصف نهائيات كأس العالم، لنخرج نحن اليمنيين للاحتفال والهتاف والابتهاج بكل ما أوتينا من قوة.
ليس في صنعاء فقط، بل خرجنا في كل المحافظات -مواكب وجماعات- لنحتفل ونطلق الألعاب النارية احتفاءً بأسود الأطلس، حتى شعرت وسط تلك الفرحة الكبيرة بأنني في المغرب ولست في اليمن، وهؤلاء الذين حولي هم مغاربة يحتفلون بفوز منتخبهم الوطني.
كانت فرحتنا نابعة من أعماق قلوبنا، وليست فرحة مجاملة أو استعراض فكيف يكون استعراضاً، وقد توترنا أثناء المباراة أكثر من مدرب المنتخب المغربي، وعندما أطلق الحكم صافرة النهاية كان شعورنا بنشوة النصر لا يقل عن شعور حكيم زياش وأشرف حكيمي.
بعد هذا كله، أصبحت مؤمناً بأننا شعب عاطفي جداً، فنحن اليمنيين نمنح مشاعرنا كلها للشعوب العربية الأخرى بشكل مفرط، والمؤسف أنهم لا يكترثون بنا ولا بمشاعرنا!
تساءلت في نفسي ولو من باب الخيال: ماذا لو كان المنتخب اليمني هو الفائز في تلك المباراة؟
هل سيفرح الشعب المغربي أو غيره من الشعوب العربية كفرحتنا تلك؟!
الحقيقة المرة أنهم لن يكترثوا، لن يفرح لنا الشعب المغربي أو غيره من الشعوب العربية، وباختصار: "ما حد سائل عنا".
نحن في اليمن نُطحن منذ ثماني سنوات، تقطعنا الصواريخ والقنابل إلى أشلاء، والذي ينجو منا قتله الجوع والحصار.
لم ترحم القنابل أطفالنا ولا نساءنا، فالكل هنا مجرد هدف دسم في نظر طائرات المعتدين.
لقد جربنا الموت بكل أشكاله، وعرفنا المعاناة كما لم يعرفها أحد.
نحن نُظلم ونُقتل ونُشرَّد منذ سنوات، وبأياد محسوبة على العرب.
لا أحد يكترث أو يهتم، ولا أحد يحزن من أجلنا، وفي المقابل نخرج نحن للاحتفال والفرحة مع الشعب المغربي، وفي حين نكابد هذه الآلام كلها، ونعيش أسوأ الظروف. إننا حقاً أرق قلوباً وألين أفئدة.
نحن نفرح مع كل الشعوب العربية، ونحزن معها أيضاً، ولطالما حملنا القضايا العربية والإسلامية على أكتافنا المثقلة، ولكم في الموقف اليمني العظيم والمتكرر تجاه القضية الفلسطينية دليل كافٍ.
وبما أنني تحدثت عن فلسطين، فأريد أن أوضح أن احتفالنا وفرحتنا لا علاقة لها بالنظام المغربي الخائن والمطبع، وإنما نحتفل بمنتخب المغرب وشعبه الذين لم ينسوا رفع الأعلام الفلسطينية في مونديال قطر.
وفي النهاية مهما أطلتم البحث فلن تجدوا نزعة عروبية كالتي لدى اليمن، ولن تروا انتماءً للدم العربي كانتماء الشعب اليمني.
سيسجل التاريخ أن اليمن الجريح يخرج للاحتفال بالمنتخب المغربي، ويخرج كل عام لمناصرة الشعب الفلسطيني.
وأنا سأظل أشعر بالحزن يا عرب، ليس لأننا نحمل الحب والود لكم، بل لأنكم لا تكترثون بنا ولا بمشاعرنا أو انتمائنا العروبي!

أترك تعليقاً

التعليقات