إيجاروفوبيا..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
نحن لدينا أسرع مسؤولين في العالم من ناحية التطور والنمو والازدهار.
يصعدون إلى الكراسي مستضعفين وزاهدين، فيتحولون فجأة إلى جبابرة ومستثمرين.
هم يزدهرون بسرعة خارقة، وتصبح حياتهم أجمل وأسعد.
تتحول بشرتهم الخشنة والقاتمة إلى بشرة ناعمة ونقية وبيضاء، تنتفخ خدودهم وتطلع لهم كروش من العدم.
بالله عليكم أليس هذا تطوراً؟
لا تستغربوا كثيراً، فأنا سأفسر لكم الموضوع تفسيراً علمياً.
الكرش يأتي أساساً من الراحة النفسية...
والراحة النفسية تأتي عندما تختفي الهموم.
والهموم تختفي عندما تتوفر الثروة المالية.
والثروة المالية -في اليمن- تأتي عندما تحصل على منصب.
تخيل وأنت تملك سيارات فارهة، بترولاً لا ينفد ولا ينتهي، راتبا خياليا ومكافآت ومبالغ مختلفة ليس لها نهاية، وإلى جانب ذلك باص معكس يأخذ كل من ينتقدك أو يجرح مشاعرك.
أما عامة الشعب فلا حول ولا قوة إلا بالله.
الحياة بكلها سوداء قاتمة فما بالكم بالبشرة.
حتى السمين والبدين يهزل ويخور خلال وقت قياسي، يعني “ريجيم” طبيعي.
هموم لا تنتهي، معاناة وصعوبة في توفير لقمة العيش.
تحار من كثرة المخاوف.. هل تخاف من أن يطردك صاحب البيت بسبب تأخرك في تسديد الإيجار، أم تخاف من صاحب البقالة بسبب كثرة ديونك، أم تخاف من أن يأتي لك الباص المعكس لأنك انتقدت الحكومة؟
تصبح مصاباً بعدة أمراض (إيجاروفوبيا، بقالة فوبيا، باص فوبيا)... الخ.
المهم.. بعد تفكير عميق ودراسات عديدة أنا توصلت إلى الحل المناسب.
بما أن العلم والتكنولوجيا في تطور مستمر، نريد أن نستورد لنا مسؤولين من الصين.
نريد مسؤولين عبارة عن روبوتات بالذكاء الاصطناعي، ليس لديها رغبات ولا شهوات ولا نزوات.
لا تأكل ولا تشرب.
لا تريد سيارات فارهة.
لا تريد هيلماناً ومرافقين.
لا تتطلب تلك المستحقات المالية الضخمة، ولا تحاول أن ترتاح على حساب معاناة الشعب.
لا يستطيع دغسان ولا غيره أن يغريها بأي شيء.
لو سمحتم.. من معه رقم الرئيس الصيني؟
#الحرية_خالد

أترك تعليقاً

التعليقات