عالم مواز
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
بدأت أعتقد أن السعودية عائشة في عالم موازٍ.
عالم بعيد عن الجميع.
تقوم الحرب، تحترق الدنيا، تنقسم الأرض نصفين.
ليس لنا علاقة.
تبيدكم إسرائيل، تسفك دماءكم، تقتل نساءكم وأطفالكم.
ليس لنا علاقة.
مادامت فنانات وراقصات موسم الرياض بخير، فليذهب البقية إلى الجحيم.
ليس لدينا وقت لـ«غزة ولبنان وسوريا»، المهم الآن «جنيفر لوبيز وكاميليا وبلاك بينك».
افعل ما بدا لك يا نتنياهو، اقتل ودمر واغتصب كيفما شئت، فأنت تعلم أننا لن نحرك ساكناً لإنقاذ أهلنا في غزة.
حتى لو وصلت إلى عقر دارنا، ومسست الكعبة التي لسنا جديرين بحمايتها، والله لن نفعل شيئاً.
الكل يعلم هذا.. نحن شعب مخدَّر ونظام ساقط.
فليمت 50 ألف فلسطيني، وتبقى «شاكيرا».
فليذهب هنية والسنوار ونصر الله، ويبقى «بيتبول».
فليُهدم الأقصى حجراً حجراً، ويبقى بوليفارد الرياض.
معذرةً يا عرب، فالحقيقة المُرَّة أن همومكم وأوجاعكم ومظلومياتكم لا تهمنا إطلاقاً، المهم هي شهواتنا ونزواتنا ورغباتنا التافهة.
دعونا نرقص ونغن ونتعر من ملابسنا وإنسانيتنا.
دعونا ننتش بكل ما أوتينا من قوة، نتسابق للحصول على «حمالة صدر» هذه الساقطة أو تلك.
المرة الوحيدة التي رددنا فيها نشيداً دينياً كانت قبل أيام.
رددنا نشيد «طلع البدر علينا»، ولكن ليس لاستقبال النبي، بل لاستقبال فنانات وراقصات أجنبيات.
نعم نحن جريئون إلى هذه الدرجة، لا نستحي من الله ولا من رسوله.
هكذا نحن، والله أعلم متى سنستيقظ..!

أترك تعليقاً

التعليقات