مافيش وقت..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
كان عمري حينها 16 عاماً تقريباً، عندما دخل الناس في توبة جماعية مفاجئة، بدون مقدمات ولا سابق إنذار.
المسجد المهجور الذي في حارتنا كان يكتظ بالمصلين حتى وقت الفجر، فالجميع أصبح يصلي.
الفقراء الذين في حينا تحولوا إلى أغنياء، فالجميع أصبح يتصدق.
حتى صديقي الذي لا يصلي أصبح يأخذ السجادة معه إلى كل مكان.
الناس تركوا الذنوب بأنواعها، لا غيبة، لا نميمة، لا كذب، لا سرقة، لا نصب.
سبحان الله..!
لو كان «أفلاطون» حياً وشاهد حارتنا في ذلك الوقت؛ لأعلن للناس أن هذه هي المدينة الفاضلة التي يحلم بها...
طبعاً كان السر وراء هذه التوبة هو اعتقاد الناس أن القيامة ستقوم في تاريخ 12/12/2012م، أي خلال يوم أو يومين بالكثير.
الكل في رعب وخوف، منتظرين نهاية العالم.
ابن جيراننا أخبرني أنه لم ينم طوال الليل، وجلس منتظراً ليرى هل ستطلع الشمس من الشرق أم من الغرب.
لم أسأله عن شعوره عندما رآها تطلع من الشرق، فالسعادة كانت واضحة على ملامحه.
حالة مثيرة للسخرية والله.
لا أدري من اخترع تلك الكذبة، كذبة نهاية العالم في تاريخ 12/12/2012م، لكنه في النهاية فعل خيراً، على الأقل امتلأت المساجد وانتشرت الفضيلة لمدة يومين.
المهم كان هذا في الماضي.. دعونا نتحدث عن الحاضر، عن هذه الحرب التي نخوضها.
بالنظر إلى الأحداث الأخيرة وتمادي الكيان المجرم وإصراره على مواصلة الإبادة الجماعية لأهلنا في غزة، يتضح لنا أن هذه المعركة لن تنتهي إلا بزوال الكيان الصهيوني تماماً.
ذلك الاستكبار الذي نراه في النتنياهو، هو ذلك النوع من الاستكبار الذي تكون نهايته الموت.
استكبار اللحظات الأخيرة، استكبار ما قبل النهاية.
طبعاً من جهتنا كيمنيين فلا مشكلة لدينا في نوع وحجم الحرب، سنخوضها كيفما كانت مادمنا في مواجهة العدو «الإسرائيلي».
وكما قال الشهيد الحاج عماد مغنية: «الهدف واضح ومحدد ودقيق، إزالة إسرائيل من الوجود».
صدقوني أصبحت نهاية «إسرائيل» أقرب من أي وقت مضى.
بهذه المناسبة ما رأيكم أن نتوب توبة جماعية مثل المرة الماضية، نملأ المساجد من جديد ونترك الغيبة والنميمة وهذه الذنوب، فأنتم تعلمون أن زوال «إسرائيل» مرتبط بقيام الساعة، وزوال «إسرائيل» أصبح قريباً.
يا جماعة مافيش وقت.. هيا توبة ما ذلحين.. شكلها القيامة صدق مش خرطة زي حق 2012م.

أترك تعليقاً

التعليقات