الطلقة الأخيرة..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
في نهاية المطاف يدرك الإنسان أنه لا جدوى من محاولاته المرهِقة، فيصبح الاستسلام والكف عن المحاولة الحل الوحيد أمامه.
أعرف شخصاً حصل على درجة عالية في شهادته الثانوية عن طريق الصدفة، فصدق المسكين أنه عبقري زمانه وذهب للتسجيل في كلية الهندسة بإحدى الجامعات الخاصة، وذلك لأن الحكومية لن تقبله دون شك، ولكن لسوء الحظ لم تكن هناك صدفة أخرى لتنقذه من الهندسة وموادها الشبيهة بـ”الشعوذة”!
طبعاً، كان من الصعب أن يتقبل فشله الذريع في السنة الأولى، فحاول ثانية واجتهد أكثر في دراسته ليسقط من جديد.
استهلك الرجل كل قواه العقلية والبدنية دون فائدة، وتكرر السيناريو نفسه لثلاث أو أربع سنوات، وكان يدفع الرسوم الدراسية من دم قلبه.
وفي الأخير أدرك أنه يدور في حلقة مفرغة دون جدوى، فترك الدراسة بشكل نهائي، وكره الجامعة بكل تخصصاتها.
طبيعي أن يشعر الإنسان بالعجز عن فعل أشياء معينة، وليس من الطبيعي الاستمرار في العناد وعدم تقبل هذا العجز، فهذا يسمى إجهاداً نفسياً وبدنياً.
الآن يا ناس من يقنع دول العدوان وبني سعود بأنه لا جدوى من محاولاتهم البائسة لإخضاع اليمنيين؟
لقد مرت ثمان سنوات، استخدموا فيها كل الأسلحة والوسائل والأوراق المتاحة لديهم، ونفذوا كل الأساليب الإجرامية التي خطرت في بالهم.
ومع كل عام يمر يزداد الشعب اليمني صموداً وثباتاً، وتتعاظم قوته العسكرية.
وبعد أن فشلت في صنع أبسط انتصار عسكري، راهنت قوى العدوان على الورقة الاقتصادية، لتفشل أيضاً في حرب التجويع.
المهم، العالم كله يعرف فشل دول العدوان أمام الشعب اليمني، ولست بحاجة للحديث بالتفصيل عن السنوات التي مرت.
أما في هذه السنة الأخيرة، فحاولت قوى العدوان بشكل خاص أن تلعب على الورقة الإعلامية، في سبيل زعزعة الجبهة الداخلية وتفجير حالة الفوضى.
كانوا يظنون أن التضليل وتزييف الحقائق سيدفع أحرار اليمن للتنازع في ما بينهم وصنع اضطرابات لا داعي لها، فينتصرون بهذا على الصمود اليماني الذي أعجزهم.
وقد لاحظنا استغلالهم لأي قضية تحدث في صنعاء وتسخيرها لهجمتهم التضليلية وبالذات في الأيام الأخيرة.
ولكن بعد أن خرجت تلك الحشود العظيمة في مسيرات “الحصار حرب” انتهت آمال العدوان تماماً، وهنا عليهم أن يقروا بعجزهم وإخفاقهم أمام الشعب اليمني.
كان ذلك الحضور الكبير بمثابة الطلقة الأخيرة التي قتلت أمانيهم، خصوصاً أنه جاء في وقت ظنوا أنهم قد تمكنوا من شق الصف الداخلي، وفرقوا بين الأحرار بأحاديثهم السامة.
الجميع هنا ضد العدوان حتى تقوم القيامة، ومهما حاولوا التضليل والتزييف والله لن يذوقوا سوى الفشل والخسارة والخيبة.
أخبروهم بذلك.. لعلهم يدركون أنهم يدورون في حلقة مفرغة، فيرحمون أنفسهم ويختارون الاستسلام.

أترك تعليقاً

التعليقات