هواية آخر صيحة..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى  / لا ميديا -
من أغرب الهوايات التي سمعت عنها في حياتي هي جمع الملصقات والطوابع البريدية، ففي فترة الطفولة كنت أطالع “باب التعارف” في بعض مجلات الأطفال، وأتفاجأ بأن نسبة 100% من الأطفال هوايتهم جمع الطوابع البريدية، حتى يراودني شعور بأنه لا يوجد طفل في العالم لا يحب الطوابع البريدية سواي.
وربما من المضحك أنني حينذاك كنت لا أعلم ما هو الطابع البريدي أصلاً، ولاتزال معرفتي بهذه الأشياء يشوبها كثير من الجهل حتى يومنا هذا.
المهم.. كبرت وعرفت أن هناك هوايات غريبة وعجيبة، فهناك أشخاص يعشقون تسلق الجبال والأبراج وغيرها من المرتفعات الشاهقة دون أي وسيلة أمان، وهناك بعض الشباب هوايتهم التسابق بالسيارات أو التفحيط أو غير ذلك وبالتأكيد معظمكم يعرفون أشخاصاً معينين لديهم هوايات أغرب من ذلك، فمثلاً أخبرني صديقي أحمد العرامي ذات مرة أن هوايته الوحيدة والمفضلة هي “الجلوس في البيت”، وقد قال لي إنه مستعد للتخلي عن وظيفته وراتبه الشهري وقضاء الوقت بالكامل في البيت؛ لو ضمن الحصول على 200 ريال فقط في اليوم.
وحين سألته عما سيفعله بالـ200، أخبرني بأنها ستكون قيمة “كرت نت”.
عجايب والله!
طبعاً في الفترة الأخيرة ظهرت لنا هواية جديدة تسمى “التخوين”.. وهذه الهواية ليست الأغرب، ولكنها الأكثر ابتذالاً وسخفاً وحماقة.
بالفعل هناك أشخاص أصبح شغلهم الشاغل هو تخوين الناس واتهامهم بالارتزاق والعمالة والنفاق..!
يا جماعة كلنا نعلم ونقر بأننا نواجه عدواناً كونياً ظالماً منذ سبع سنوات، وكلنا نعترف بأن هذا العدوان دمر البنية التحتية للبلاد وهدم مختلف قطاعات ومؤسسات الدولة، ولا أحد ينكر أن هذا العدوان هو من يقف خلف معاناة وبؤس المواطن اليمني.
ومما لا شك فيه أن مواجهة العدوان هي واجب ديني ووطني على كل إنسان حر.. ولكن عندما يحاول أحد الأحرار أن يصوب شيئاً خاطئاً في عمل حكومتنا؛ أو يسلط الضوء على ممارسات خاطئة سواء من قبل أفراد أو مؤسسات حكومية، فيجب علينا أن نأخذ كلامه بعين الاعتبار ونبحث عن الخطأ لإصلاحه، لا أن نقوم بتخوينه واتهامه بالارتزاق والعمالة وقبض الأموال من السفير السعودي وغيرها من التهم الباطلة التي لا تنتهي.
صدقوني مادمنا نأخذ التخوين كهواية، ونرمي الناس بكلام سيئ دون حساب فلن تقوم لنا قائمة.
الانتقاد بطريقة سليمة وتصويب الخطأ ليس تحريضاً ولا تأليباً، حتى إن سيد الثورة (يحفظه الله) تحدث في إحدى محاضراته عن ضرورة الالتفات إلى النقد البناء، وأخذه بعين الاعتبار.
يعني عندما نرى بعض الإخوة ينتقدون وزير الصحة ويتحدثون عن أخطاء كارثية حصلت في عهده، فهذا لا يعني أن جميعهم خونة ومرتزقة وعملاء.
وعندما نرى البعض ينتقدون وزارة الكهرباء وسكوتها أمام جنون أصحاب المولدات التجارية، فهذا لا يعني أنهم طابور خامس ويستلمون مبالغ من السفير السعودي.
هم أشخاص أرهقتهم فواتير الكهرباء الخيالية، ويحاولون إيصال معاناتهم لحكومتنا الموقرة، فقط هذا كل شيء.
وإذا رأيت أن في كلامهم خطأ، فرد عليهم بكل احترام وذوق وأخلاق.. بعيداً عن التشكيك والطعن في وطنيتهم وإخلاصهم.
وفي الأخير أحب أن أقول لأصحابنا.. دعونا نتحدث عن أخطائنا ونحاول تصويبها بأنفسنا، أفضل من أن يأتي العدو ويتحدث عنها بنفسه ويشغل أبواقه بها.. وكأنه حريص على المواطن.

أترك تعليقاً

التعليقات