كؤوس الخمر..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

يقضي سنوات وهو يقرع كؤوس الخمر مع أربابه المجرمين على دماء النساء والأطفال، ويستميت دفاعاً عن تحالف الشر عقب كل مجزرة يرتكبها بحق المدنيين، حتى إنه اعتاد على تقبيل اليد الشيطانية التي تذبح أبناء جلدته 3 مرات في اليوم، كأنها دواء وصفه طبيب لمريض ألمَّت به الحمى، بيد أن هذه الحمى تكون مزمنة أكثر وتسمى «حمى الارتزاق والانبطاح»، ولولاها لما أتخمت الأموال الملطخة بالدم كرشه القذرة.
ثم فجأة ولأسباب مجهولة يعلن توبته وندمه على ما قدمت يداه، فيعود إلى حضن الوطن مستغلاً قرار العفو العام، وبدلاً من أن يعود خجلاً منكساً ويضع «سدادة» على فمه، يعود رافعاً رأسه فخوراً بنفسه مصاباً بدودة «التقاط الصور».
فيأخذ صورة في السائلة على منظر بيوت صنعاء القديمة، وصورة تذكارية مع أصحابنا في ميدان السبعين، وصورة أخرى بجانب ضريح الشهيد الصماد عليه السلام، كأنه لم يحتفل ويتراقص قلبه فرحاً يوم اغتياله، وترى الناس يستقبلونه بحفاوة ويذبحون الأضحيات، أضف إلى ذلك أنه يحصل على شقة سكنية وراتب شهري بالمجان.
يجعلونك تظن أن ذهابه للسعودية كان لغرض فتح باب خيبر وقد عاد منتصراً فاتحاً، مع العلم أن الإمام علي (ع) لم يحظَ بهذه الحفاوة عندما عاد حاملاً باب خيبر بالفعل.
أنا لست ضد قرار العفو العام، ولكنني ضد الاحتفال والتطبيل وإشعال الألعاب النارية لعودة خائن رخيص برر قتل إخوته وبني جلدته، ثم إن هذا القرار يفترض أنه للمجندين المقاتلين إلى جانب العدو في الجبهات فقط، وليس لقادة الرأي مثل الإعلاميين والسياسيين وشيوخ الدين المنبطحين، فهؤلاء الشياطين هم سادة التغرير والخداع والمكر ولا يمكن اعتبارهم «مخدوعين» كما ينص القرار.
تعرفون الخائن «أنيس منصور» الذي اعتاد أن يأنس بكل جريمة يرتكبها أسياده بحق المدنيين، قال قبل يومين إنه بات يشعر بالوحشة من تلك الجرائم، فقد اكتشف فجأة بمعجزة إلهية أن أرباب نعمته كانوا يغالطونه طيلة الوقت، وهو بدوره يغالط الرأي العام ويدعي أن غارات الطيران تستهدف مخازن سلاح وقيادات إيرانية.
حتى أشلاء أطفال ضحيان التي جمعوها في أكياس كان يظنها قنابل انقلابية، أما عزاء النساء الذي تم استهدافه في أرحب فقد أخبروه بأنه هدف استراتيجي وهو صدقهم على الفور، وحفل زفاف سنبان كان في نظره زفافاً لوزير الدفاع الإيراني على الزوجة الثانية، ولذلك تم القضاء على جميع الحاضرين بغارة إجرامية.
بالله عليكم إن لم تكن كل تلك الجرائم بحق الأطفال والنساء كافية لإيقاظه، فلماذا يستيقظ اليوم فجأة ودون سبب منطقي، ويقدم اعتذاره لأسر الضحايا؟!
قبل توبته الزائفة بأيام كان يطالب «أردوغان» بتدخل عسكري مباشر في معركة مأرب، ولم يشعر لحظة واحدة بالأسى تجاه أية مجزرة اقترفها العدوان، ومثل هذا المنبطح الإخواني لا يمكن أن يتوب مطلقاً، وبالتأكيد فإن رغبته بالعودة إلى حضن الوطن لها مآرب أخرى لا يعلمها إلا الله والراسخون في الخيانة والعمالة، ربما تكون طبخة إخوانية جديدة تستدعي تواجده في صنعاء.
المهم يا أصحابنا نرجو أن يعود أمثال «أنيس منصور» إلى المحكمة مباشرة، وليس إلى السائلة وميدان السبعين ومعامل التصوير، ومادام قد أبدى استعداده للمحاكمة مستغلاً طيبتكم وتسامحكم، فعلموه أننا لا نتسامح في دماء شهدائنا المسفوكة ظلماً وعدواناً، ما لم فليترقب الشعب عودة صعتر والزنداني واليدومي.
ولا تقلقوا بخصوص «الشقق الديلوكس» التي يفترض أن تمنحوهم إياها، فأنا سأدلكم على إعلاميين نازحين منذ بداية العدوان بسبب وقوفهم مع الحق، وقد دفعوا بيوتهم ومساكنهم التي في مناطق قوى الارتزاق ثمناً لحريتهم، وإلى اليوم لم يجد أحدهم شقة صالحة للعيش بإيجار معقول ليسكن فيها، صدقوني هم أولى وأحق من أولئك الخونة المجرمين.

أترك تعليقاً

التعليقات