رحم الشيطان..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

ستلاحظ بعد قليل أن هذا المقال يتسم بالعقلانية والوقار على عكس كل مقالاتي السابقة، لأن الذي يكتبه لم يعد عازباً طائشاً لا يفقه شيئاً في الحياة وعالم تحمل المسؤوليات، كما أنه ليس متزوجاً عاقلاً أشبعته الحياة دروساً وصفعات، بل بين الاثنين، شاب عشريني أعلن خطوبته قبل يومين وأصبح جديراً بتحمل نصف مسؤولية وإكمال ربع دين، وليس أمامك إلا أن تقبل بـ«الحاصل».
لا أدري متى سأكبر وأتحمل النصف الآخر، لكن نصف المسؤولية الذي يقع على عاتقي حالياً، يعتبر كافياً لتمييز الصواب من الخطأ، والحلال من الحرام، والفعل القبيح من الفعل الشريف.
مثلاً أستطيع الآن أن أحصي لك أنواعاً كثيرة من التجارة المشروعة والمستحبة فقهياً وإنسانياً، هناك تجارة المواد الغذائية، وتجارة الخضار والفواكه، وتجارة الأقمشة القطنية والحريرية، وتجارة العطور والبخور، وتجارة الزبيب والمكسرات... الخ.
مع الأخذ بعين الاعتبار أن المجال الأفضل والأكثر ربحاً على الإطلاق، هي التجارة مع رب الأرباب وملك السماوات والأرض، وقد أعطانا القرآن الكريم شرحاً تفصيلياً عنها في سورة الصف.
وفي المقابل هناك أنواع محرمة ومكروهة بإجماع الدين الإلهي والفطرة الإنسانية، مثل تجارة الحشيش والمخدرات، وتجارة الأعضاء الجسدية، وتجارة البغاء أو الدعارة... الخ..
كلها أعمال قذرة منافية للفطرة الطبيعية ومثيرة للاشمئزاز والاستنكار، إلا أن الأقبح والأرخص والأدنى منها هي التجارة بدماء الأبرياء.
إذا أردت أن تكون تاجراً قذراً من هذا النوع فعليك أن تحصل على وظيفة دسمة في «الأمم المتحدة»، المهم أن تجعل اسم المنظمة الإرهابية ضمن توصيفك الوظيفي.
هذا بالضبط ما يفعله «مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث»، بالشراكة مع «منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن ليز غراندي»، ومن قبلهما جمال بن عمر وإسماعيل ولد الشيخ.
هؤلاء التجار يعتبرون أشلاء الأطفال والنساء رأسمال تجارتهم، ويظنون أن الغارات والمجازر بحق اليمنيين صفقات روتينية لاستيراد وتصدير البضاعة.
ومن الواضح جداً أنهم يستخدمون أسلوب المحامي الفاسد الذي لا ينصف موكله إلا بعد أن يتردد على مكتبه آلاف المرات، وصديقه القاضي اللعين الذي يحرص على تأخير وعرقلة أية قضية تعود إليه بربح مادي، دائماً تراهم مستعدين لفعل المستحيل في سبيل استمرار الرضاعة المالية وحلب زبائنهم أطول مدة ممكنة.
لن نخوض هنا حول غموض إدانتهم لجريمة استهداف السجينات في تعز من قبل حثالة الإصلاح، ولن نتطرق لسكوتهم المخزي أمام ممارسات الحثالة ذاتها في الجوف من اعتقال وتعذيب للنساء، وبالطبع لا يمكن الحديث عن مواقفهم تجاه مجازر العدوان بحق المدنيين، فمواقفهم غائبة منذ عرفناهم، والغيبة حرام كما تعلمون.
إن الغاية الأهم لهذه الشرذمة الساقطة أخلاقياً هي إطالة أمد العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي لقرن أو قرنين أو حتى ألف سنة، وهم يدعون آلهتهم يومياً لإكثار غارات الطائرات لمليون أو مليونين أو حتى مليار غارة، فلديهم أسهم مالية مع كل صاروخ ينفجر وكل روح تُزهق، نحن أمام مستثمرين في سوق البورصة الدموي.
أعتقد أن نثريات مكتب غريفيث قد وصلت إلى 1,200.000 دولار، وهذا الرقم وحده كفيل بجعله يسجد تضرعاً وتذللاً تحت أقدام «ابن سلمان» طلباً لاستمرار عدوانه على اليمنيين، أما الرواتب والمكآفات والحوافز الشهرية فمهمتها أن تعينه على البكاء والخشوع بطريقة «السديس».
إنهم تجار ولدوا من رحم الشيطان، يصيحون بمصطلحات إنسانية لترويج سلعة متمثلة بدماء الأبرياء في سوق الطغاة، وسيفعلون هذا حتى موعد النصر اليماني، حينها فقط تكسد تجارتهم وتبور بضاعتهم، ويدفعون ديوناً طويلة لمستحقيها من الأحرار.

أترك تعليقاً

التعليقات