خيارات الغباء..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

أغبى إنسان في العالم هو ذلك الغبي الذي يجعل من نفسه تابعاً طيعاً للأغبياء، لدرجة تجعله يبدو فعلاً أغبى إنسان في العالم، حيث تراه يفعل أشياء لا تدل سوى على بلادة عقلية مفرطة، ويؤمن بمعلومات لو سمع بها طفل لأصابه شد عضلي من شدة الضحك، وهو يؤمن بها فقط لأنهم أمروه أن يؤمن بها، أي أنه يدرك في قرارة نفسه مدى غبائها وبعدها عن الواقع، لكنه في الوقت ذاته مستعد للتنظير والجدال وحلف الأيمان لإقناع الناس بها.
هذه التبعية المطلقة كارثية جداً، وتحول كل الأمور الجدية في الحياة إلى مجرد استغباء بحت، الأمر أشبه بمدرس يعلم طلابه أن البقرة تعطينا العسل، في حين تدر علينا النحلة سطولاً من اللبن. هذا المدرس لا يعرف بالضبط كيف ستمتص البقرة بفمها العملاق رحيق الورود، وأين سيكون ضرع النحلة المسكينة الذي يفترض أن يمسكه بكلتا يديه ويحلبه، لكنهم أخبروه أن يفعل هكذا.
ظاهرة الغباء تجلت بشكل كبير بعد إعلان الإدارة الأمريكية عزمها على تصنيف «أنصار الله» منظمة إرهابية، حيث جاءت تصريحات أبواق النفاق المرحبة بالقرار غريبة عجيبة.
طبعاً أنا لن أتحدث عن قرار المعتوه «ترامب»، فهو عندي صغير قميء لا يستحق تحليلات سياسية وفلسفات أفلاطونية عميقة، ولا تعليق لدي سوى أن القرار جاء ليطمئن قلبي، فالسخط الأمريكي يسعدني، وذلك انطلاقاً من قول الإمام الخميني سلام الله عليه: «إذا رضيت عنك أمريكا فاعلم أنك على خطأ».
والغاية الوحيدة من هذا المقال هي تلطيف الجو بقراءة بعض المواقف المضحكة.
الإعلامي العميل فتحي بن لزرق، قال في تغريدة تاريخية: «قرار تصنيف جماعة الحوثي جماعة إرهابية إن لم يعقبه تحرك دولي حقيقي لمحاربتها وإخضاعها سيكون قراراً لا يساوي قيمة الحبر الذي كتب به... الخ».
فتحي الأحمق لا يعلم أن هناك تحالفاً دولياً يضم أكثر من 15 دولة بقيادة أمريكا يحارب الحوثيين منذ 6 سنوات، السعودية والإمارات والبحرين وبريطانيا وكندا والصومال والسنغال ومصر... الخ، طبعاً هذا بخلاف الدول المشاركة من تحت الطاولة.
أسألك بالله يا فتحي من تشتي، هل تريد أن تتحالفوا مع أبطال الديجيتال وسلاحف النينجا لينقذوكم من بأس المجاهدين؟
هي واحدة من اثنتين، إما أنك غبي، أو أنك غبي.. ولا خيار ثالثاً.
أما وزير خارجية الفنادق فقد رحب بالقرار بكل ما أوتي من قوة، وقال إنه يجب ممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية على الحوثيين.
والله المفروض يا «بن مبارك» أن يضغطوا عليك أنت، احتمال تتفتح عينك وتشوف الضغوط العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والجغرافية والفيزيائية والكيميائية التي يمارسونها ضد اليمنيين منذ 6 سنوات.. ودون فائدة.
الشطحة الكبيرة والقوية كانت لأمريكا، حين أعلن وزير خارجيتها أنهم سيدرجوننا في قائمة الإرهاب، وقال متوعداً: سنحاسبهم.
طيب لا بأس.. لكن كيف ستحاسبوننا يا بومبيو؟
إبرامز وأحرقناها بالكراتين، أباتشي وأسقطناها، منظومات دفاعية وتم تحييدها، هل ستستخدمون الرمية الملتهبة مثلاً؟
خياراتكم نفدت.. وقائمتكم المزعومة لا تصنع النصر.
اليهودي «كورت توشولسكي» قال ذات مرة: ميزة الذكي أنه يستطيع التظاهر بالغباء، أما العكس فصعب جداً.
ويبدو أنه أول وآخر يهودي يقول الصدق، فها هي أمريكا بسياستها الغبية لا تستطيع أن تتظاهر بذرة من الذكاء.

أترك تعليقاً

التعليقات