ناقوس خطر..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
سألت نفسي فجأة:
ما الذي نعاني منه في هذه البلدة الطيبة؟
لماذا يتدهور الوضع المعيشي كل يوم وتزداد الحياة صعوبة؟
الإجابات كثيرة والآراء تختلف.. لكنني أعتقد أن ما أوصلنا إلى هذا الوضع هو أننا نركز على الأمور الهامشية ونهمل الأشياء المهمة والحساسة.
ملفات الفساد تتراكم فوق الطاولات، والقضايا المؤلمة تتكرر كل يوم بنفس السيناريو والأحداث، والقرارات الكارثية لا تنتهي.
بينما أصدقاؤنا الموقرون رعاهم الله مشغولون بعقد اجتماع مع أصحاب العبايات، أو بمنع العائلات من الجلوس على ضفاف السائلة.
نريد أن نراهم يهتمون بالملفات الكبرى قليلاً، مثل تطهير المؤسسات والدوائر الحكومية من الفساد المالي والإداري، والنظر إلى القضايا التي تؤثر على معيشة اليمنيين في المقام الأول، مثل التلاعب بأسعار المواد الغذائية وتدهور التعليم ومهزلة المدارس الخاصة ووو.. الخ.
الأوضاع تحتاج إلى إعادة ترتيب للأولويات والعمل بشكل جدي.
أنا لا أفتري على أحد، والكل يعلم يقيناً أن الوضع في المؤسسات الحكومية مؤسف وكارثي.
الوضع مؤلم والله.. تخيلوا أن سيد الثورة يحفظه الله يلقي 12 محاضرة مباشرة على الشاشات، ويشرح الدروس والعبر ويطرح لنا الموجهات على ضوء عهد الإمام علي لمالك الأشتر.
هذا كله في سبيل أن نصلح أنفسنا من الداخل ونعدل الوضع المعوج الذي نعيشه، ونعي ونفهم مسؤولياتنا وواجباتنا أمام الله وأمام الناس.
ثم بعدها بأشهر يظهر سيد الثورة ويقول بحرقة وألم إن الوضع في المؤسسات الحكومية (مزر).
نعم بهذا الوصف.
يعني لم تنفع معنا تلك المحاضرات ولا غيرها، وهي لوحدها كفيلة بإصلاح وتقويم الوضع في كل المؤسسات والدوائر، والارتقاء بالعمل في مختلف المجالات.
لا أدري لماذا تتحكم بنا قوى تعمل على تشويه توجيهات السيد القائد، حتى أصبحنا أسوأ من أهل الكوفة الذين كان الإمام علي يحركهم كل يوم بخطبة تهز الجبال.
أما نحن فأصبحت حتى المحاضرات اليومية لا تنفع معنا.
هذه حالة كارثية يا مسؤولينا الموقرين، وإذا استمر حالنا هكذا وتحجرت قلوبنا.. فستتحول الهدنة وحالة اللاحرب واللاسلم إلى ناقوس خطر.

أترك تعليقاً

التعليقات