نافورة
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
قبل فترة بسيطة وأنا ماشي من أحد الشوارع كعابر سبيل؛ شفت أعمال إنشائية في قطعة أرض واسعة جداً، مع العلم أن تلك المنطقة تعتبر بيئة قابلة للاستثمار وبناء المشاريع بمختلف أنواعها.
راودني شعور لا أعرف اسمه بالضبط، ولكنه يشبه شعور أم تشاهد ابنها المريض يتحسن.
تساءلت بيني وبين نفسي عن المشروع الضخم الذي سيولد في عاصمتنا الجميلة: هل سيكون مجمع تجاري شامل؟ أم سيكون سوق مخصص للمنتجات المحلية والزراعية؟
لا لا، بلاش أسواق.
الأفضل أن يكون مجمع سكني راقي. أو على الأقل نادي رياضي وترفيهي يحتضن شبابنا الواعد.
النادي حلو طبعاً، بس بصراحة في حاجات أهم.
أعتقد أن أنسب خيار أن يكون المشروع مستشفى أو مركز طبي متخصص.
يا سلام يا سلام...
بعد كل هذه التخيلات والتوقعات الوردية.. تخيلوا ايش طلع المشروع!
سوق قات.
أيوه، سوق قات جديد.. وفي منطقة تعتبر الحي الأرقى في صنعاء.
ومع الأسف الشديد.. هذا ثاني سوق قات يتم افتتاحه خلال شهرين أو ثلاثة أشهر فقط.
بعيداً عن كل شيء، بصراحة لا أنكر أن هذا أفخم وأرقى «مقوات» على الإطلاق.
يكفي أنه أول سوق قات يحتوي على نافورة.
الفخامة فخامة.. لكن في الأخير يظل سوق قات.
يعني بالله عليكم هل ينقصنا في صنعاء أسواق قات؟
الموجودة تكفي وزيادة، وبدل ما نبني أسواق جديدة، كان المفترض أصلاً أن نعمل حلول لتقليل أسواق القات.
مثلاً ندمجها وننقلها جميعاً إلى سوق مركزي في أطراف صنعاء، وحتى لو عملنا اثنين أو ثلاثة أسواق مركزية عادي، المهم أن تكون بعيدة عن قلب المدينة.
هذا الشيء سيغير مظهر المدينة إلى الأجمل، وسيخفف جداً من الاختناق والازدحامات المرورية.
مش ضروري ندلع الموالعة ونعمل لهم في كل مربع ثلاثة أسواق، صدقوني، الموضوع مش تمام والله.
وبالمناسبة يا جماعة.. أنا مش من أعداء القات، بالعكس أنا أخزن كل يوم، لكن رغم ذلك الموضوع أزعجني جداً.
هناك حاجات أهم وأولى.. وبلادنا تفتقر جداً إلى الاستثمارات الحقيقية والنافعة.
أنا لا أقول أن نمنع القات، وإنما نحاول التخفيف من حدة انتشاره وآثاره السلبية.
شجعوا المستثمرين على بناء المشاريع المهمة والمفيدة، ولا تشجعوهم على بناء أسواق القات.
خلاص كملت الهدرة.. مع اعتذاري للزملاء الموالعة إذا أزعجهم كلامي. 
لكن بصراحة.. النافورة عجبتني جداً.

أترك تعليقاً

التعليقات