مسرحة حضرموت تنتظر قرارات صنعاء!
- مطهر الأشموري الأربعاء , 31 ديـسـمـبـر , 2025 الساعة 12:56:17 AM
- 0 تعليقات

مطهر الأشموري / لا ميديا -
من يظن أو يعتقد أن الإمارات دعمت ما يسمى «الانتقالي» للقتال في حضرموت من أجل الانفصال فهو مخطئ؛ لأن بالإمكان القول إن الإمارات ترغب أو تريد الانفصال ولكنها لا تملك إرادة أو قراراً في هذا الجانب.
الإمارات دورها الأساسي والمركزي -أمريكياً- هو الاستمرار في مواجهة الإخوان، في اليمن وغير اليمن، وهذا هو الدور الذي أدته في حضرموت وما يرتبط في مناطق أخرى.
الإخوان هم قضية الإمارات في اللعبة الأمريكية، ولها استخدام الانفصال كورقة لمواجهتهم، فيما الوحدة أو الانفصال ليس من القضايا في التوجهات والتوجيهات الأمريكية للإمارات كأداة من أدواتها.
السعودية توافقت مع أداء دور إماراتي، ولكن بالسقف الذي تم والذي سمحت به، وبالتالي فالنظام السعودي تحرك بعد ذلك لأداء دور الحاوي الذي يسميه «الاحتواء»، إذ وصل به الأمر إلى استخدام القصف الجوي ضد قوات «الانتقالي»، التي رفضت أوامره بالانسحاب وظلت في معسكرات بحضرموت.
الذي يعنينا هو أن كل ما جرى ويجري، بل وكل ما يأتي من نظامي السعودية والإمارات، هو بمثابة تنفيذ لخطط ومخططات (أمريكية - «إسرائيلية»)، وساذج من تدفعه أحداث كهذه إلى تفضيل أو مفاضلة بين نظامي السعودية والإمارات؛ لأن كليهما يريد الاستفادة من المخططات (الأمريكية - «الإسرائيلية») تجاه اليمن، وما يريانه لصالحهما أو مصالحهما يأتي من خلال أو بعد ذلك، وبالتالي فالحاكم والمرجعية هو السقف والهدف الأمريكي - الصهيوني.
كلنا يعرف المشروع السعودي في حضرموت مثلاً، وبالتأكيد تظل أطماعهم تجديد هذا المشروع.
وكلنا يعرف أن الإمارات عملت منذ وضع النظام السابق على منع إعادة تشغيل ميناء عدن، لما سيمثله من منافس ليس فقط لميناء دبي، بل في إطار الأدوار التجارية والاقتصادية المرتبطة بتفعيل الأمركة والصهينة في المنطقة، منذ إغلاق قناة السويس، ثم التفعيل المتسارع بعد ما عرف بـ»اتفاق كامب ديفيد»، وهو بمثابة تطويع للتطبيع.
وقد أثبتت التطورات أن حرب أكتوبر 1973 برمتها لم تكن غير مسرحية لجرّ أهم ثقل عربي (مصر) إلى أول تطبيع معلن أو غير معلن. وبالمثل فإن ما جرى ويجري في حضرموت مجرد مسرحة ومسرحية أمريكية صهيونية، وما جرى إماراتياً وسعودياً هو دراماتيكية تكثيف «الدراما» لشد المتابعة والمتابعين ولمحاولة إعطاء مصداقية لأدوار الخداع والمخادعة المتوافق عليها.
لا يوجد صراع سعودي - إماراتي في اليمن، ولا حتى ما يسمى صراعاً أو تقاسم نفوذ؛ لأن الأولوية للمشروع الأمريكي - الصهيوني، وأي مصالح لا تكون إلا من خلال وبعد ذلك.
أشعر أن حبكة المسرحة أو المسرحية التي جرت في حضرموت تستهدف صنعاء في مواقف قائمة أو قادمة، سواءً سياسياً وتفاوضياً أو حتى عسكرياً وأمنياً. ولا أستطيع في هذا الشأن إعطاء تفصيل أو تفاصيل، ولأضرب أمثلة أو تقديم أي قراءة تقديرية، والسياسيون ومن يمتلكون المعلومات هم من يعنيهم ومن عليهم ذلك.
مع أنني كمواطن ظللت أعارض هذه الهدنة الممدة «الممططة»، ولا أستريح لمفردات وعناوين جلبت الكوارث في بلدان كما سمي «خفض التصعيد»، وهو ما ارتبط به ما آلت إليه سورية. ومع ذلك فقيادتنا الثورية والسياسية أثبتت قدرات نوعية، وأثبتت حكمة وحنكة وأهلية ووعياً. ولا أبالغ إن قلت بأن العالم بأسره يهتم بحالة اليمن وينتظر قرارات صنعاء، ومع دخول العام الجديد 2026، والذي يسمى «عام الحسم» للصراع عالمياً، أكان بالتفاوض أو حتى بتفجر أو انفجار حرب عالمية، وهذا ما يفترض حضوره في قراءات أو قرارات صنعاء!










المصدر مطهر الأشموري
زيارة جميع مقالات: مطهر الأشموري