مطهر الأشموري

مطهر الأشموري / لا ميديا -
من المعروف أننا ظللنا أربعين يوماً ولم نطلق مجرد رصاصة في مواجهة العدوان السعودي. والطريف في تلك الفترة أن الإعلام السعودي الخليجي كان يطرح أن إيران فقدت الثقة لدى حلفائها أو أذرعها، لأنها تخلت عن حليفها “الحوثي”.
ومع تواصل الحرب، ومنذ بدء انتصارات اليمن، عادت السعودية لتشكو “الدعم الإيراني للحوثي”، وصولاً إلى حمل صواريخ إلى الأمم المتحدة باعتبارها صواريخ إيرانية. منذ ذلك التاريخ لم يكن همي ولا بين اهتماماتي نفي أو تأكيد مثل هذه المعلومة.
ها هي حتى أمريكا تقول الآن بأن روسيا زودت اليمن بصواريخ بحرية ضد السفن. ولا يعنيني من الموقف ذاته نفي مثل هذه المعلومة، بل إني أستغرب وأستهجن مثل هذا الطرح السعودي أو الأمريكي.
كل الأسلحة التي استعملها النظام السعودي في العدوان على اليمن هي أسلحة أمريكية ـ غربية، ولذلك فلا معنى لتأكيد أو نفي مثل هذا الطرح؛ لأن ذلك انسياق غبي في خط تفعيلهم السياسي الإعلامي.
إذا كانت أمريكا ومعها أقوى الدول الأوروبية قد حشدت أقوى أسلحتها وأساطيلها وقوتها لمحاربة الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة، ومع ومن أجل “إسرائيل” وهي أكبر مخزون سلاح في العالم، فإنني لست في حاجة “البتة” للتعاطي مع تصريح أمريكي حول صواريخ روسية؛ لأنه استدراج للانشغال بما لا يستحق.
حتى لو حصلنا -افتراضاً- على صواريخ إيرانية أو روسية أو من أي دولة، فماذا يكون مثل ذلك مقابل ما تقوم به أمريكا وبريطانيا ودول غربية من مد للنظام السعودي أو للكيان “الإسرائيلي” بجسور لكل أنواع وأفتك وأحدث الأسلحة؟!
لأنني ببساطة أؤمن أن من حقنا الحصول على أي صواريخ أو أسلحة من أي دولة في العالم، فالدفاع من أرضية أنها يمنية هو ضعف في السياق السياسي الإعلامي، والبعض يتصور غير ذلك، وذلك هو الخطأ الذي يعنينا عدم الانجرار إليه بالتلقائية أو برد الفعل.
بالنسبة لي، فالأفضلية أننا على استعداد لقبول أي أسلحة تأتينا من أيٍّ كان، للدفاع عن وطننا وشعبنا من تمترس يدفعوننا إليه للدفاع عن يمنية هذه الأسلحة، وحتى لو كانت كل هذه الأسلحة يمنية.
إذا كانت أمريكا والناتو لا يكتفون بتسليح أوكرانيا، بل يتدخلون إلى مستوى مباشر، فكيف يقارن ذلك مع حق اليمن في الدفاع عن نفسه من عدوان سعودي أمريكي ـ بريطاني ـ «إسرائيلي»؟! مثل هذا يصبح هزيمة ومهزلة لا نحتاجها.
دعونا نقارن بين “شرعية عبدربه منصور هادي” كرئيس لليمن و”شرعية رئيس أوكرانيا” الذي رحل إلى موسكو بعد الانقلاب عليه 2014م.
وحيث شرعية ومشروعية رئيس أوكرانيا يقابلها افتقاد “الدنبوع” لأي شرعية أو مشروعية، فهذه هي الأرضية والأساس للفهم والقياس، بما في ذلك ربط الصواريخ بأي دولة في العالم.
فالنظام السعودي وأسياده الأمريكان وبريطانيا و”إسرائيل” هم باسم “شرعية” لا أساس لها يقاتلون كل شرعية وكل مشروعية.
وهم اعتادوا تمرير ألعابهم بطريقة الصواريخ ذاتها والديمقراطية وحقوق الإنسان؛ مجرد ألعاب وعناوين خادعة وزائفة، فالشعوب هي أساس المشروعية، فأين قياس ومقياس المشروعية الشعبية في كل ما يجري في اليمن، ومن ذلك المظاهرات منذ المحطة الأمريكية 2011؟!
ما دامت المشروعية الشعبية وبشكل جلي وواضح لا تخطئه العين هي مع القيادة الثورية السياسية وحكومة الإنقاذ في صنعاء فهذا لا يروق لهم ولا يسلمون به حتى وقد بات مسلمة وبديهية.
إنهم يثيرون قضايا واهتمامات أخرى، منها مسألة الصواريخ، ولذلك فالأفضل عدم الاهتمام أو الاكتراث بمثل هذه التصريحات.
العدوان الأمريكي ـ البريطاني، ثم “الإسرائيلي”، هو الاستمرار والامتداد للعدوان السعودي ـ الإماراتي، وبالتالي فكل أطراف العدوان هي بمثابة طرف واحد كصف واصطفاف للعدوان على اليمن منذ 2015.
كل هذا لا ولن يحدث أي تغيير في موقف اليمن تجاه فلسطين، القضية والشعب، وتجاه ما يمارس من إبادة جماعية في غزة.
والذي أستطيع تأكيده وخلال تفعيل العدوان الصهيوني على اليمن -لحظة كتابة هذه السطور- أن اليمن لن يحتفظ بحق الرد، وكل ما يحتاجه هو فقط الوقت لإعداد وتنفيذ هذا الرد.
النظام السعودي هو بداهة شريك في العدوان الصهيوني، حتى وإن أخفى دوره أو تعمد إخفاءه لأسباب نعرفها ويعرفونها، ويكفي أن هذا العدوان نفذ بأحدث الطائرات الأمريكية (F 35)، فما جدوي أن ننجر إلى هزلية صواريخ إيرانية أو روسية أو غيرها؟!
يعنينا تذكر أن قنبلة اليورانيوم المخصب في نقم هي “إسرائيلية”، والطائرة التي ألقتها “إسرائيلية” تم طلاؤها لحاجية “سعودة” بالطلاء، وبالتالي فالكيان الصهيوني والنظام السعودي منذ العدوان على اليمن 2015، وكما تم التخفي بالطلاء فالطبيعي الآن محاولة إخفاء الدور السعودي، الذي هو “إسرائيلي العنوان”، والنظام السعودي هو شريك بمستوى الشراكة في قنبلة نقم.

أترك تعليقاً

التعليقات