«يمننة» جماعة «كوبنهاجن» أمركة وصهينة!
 

مطهر الأشموري

مطهر الأشموري / لا ميديا -
لا يوجد في واقع ولا في فترة ما بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر سوى الوصاية السعودية، وهي التي حكمت قرارات اليمن السياسية والسيادية وصفّت حكام كالرئيس الحمدي ووضعت بدائلها كالغشمي، وبالتالي فالحالة الإيرانية هي الأبعد كلياً من أي توصيف بالوصاية، ولكن هو ببساطة الأمر الأمريكي -"الإسرائيلي" ربطاً بالنظام السعودي.
ولذلك وبدلاً من ضجيج لا جدوى منه فدعونا نصنف المشكلة بما هو أبعد وأعمق وأصدق من الخواء والضجيج.
فالمسألة لم تعد تقتصر على رفض الوصاية السعودية التي هي أساس دمار وتدمير اليمن، فالشعب اليمني في غالبيته فوق المطلقة يرفض التطبيع مع "إسرائيل" وهو ربطاً بهذا يرفض المشاريع الأمريكية وليس فقط الأوامر والتعليمات.
الشعب اليمني يرفض التطبيع مع الصهاينة، فيما شرط وأهم مشروع لها هو "التطبيع"، ومن يرفض التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل يُصنف بالإرهاب، ولكن رفض الشعب اليمني هو فوق مثل هذا التفعيل الاستعماري.
رفض الشعب اليمني للتطبيع هو مرتكز جديد وأهم في رفضه لأي تفكير في إعادة الوصاية السعودية.
نحن على استعداد لرفض أي وصاية أخرى على اليمن؛ من إيران أو غير إيران، ولكن إذا كان من يطرحون هذا الشعار يقصدونها كمشكلة في واقع قائم أو قادم أما وما يجري هو توصيف تنفيذاً لأوامر أمريكية -"إسرائيلية" فذلك هو المرفوض شعبياً والذين يرفضون الإجماع الوطني الشعبي وينفذون أوامر أمريكا و"إسرائيل" في أي توصيف أو تصنيف فذلك شأنهم ومشكلتهم ولا علاقة للواقع وللشعب اليمني بمثل هذه المشكلة المعلبة والمصطنعة.
إذا كان هؤلاء في تنفيذ أوامر أمريكا و"إسرائيل" يدينون الشعب اليمني بالإرهاب، لأنه يناصر فلسطين وغزة فالشعب اليمني هو الذي لا علاقة له بهؤلاء المسوخ والمرتزقة والعملاء.
عندما يطلب سفير ما تسمى "شرعية" في واشنطن من أمريكا أن تدعم ما تسمى "شرعية" بالسلاح ليلحق ميناء الحديدة بالأوامر الأمريكية -"الإسرائيلية" فعليه وضوح الإعلان والعلنية بالاصطفاف مع أمريكا و"إسرائيل"، وأنه ضد فلسطين المقاومة والقضية والشعب.
نحن نقف بكل وضوح ضد الاستعمار الغربي القديم والجديد الذي هيمن على العالم أكثر من 500 سنة ونقف ضد الأمركة والصهينة ونناصر فلسطين وسنظل نرفض أي تطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب.
كل ما في الأمر هو أن الخونة والمرتزقة والعملاء كأنظمة أو فصائل لا يجرؤون على المجاهرة بأنهم في اصطفاف الاستعمار وأن الأمركة والصهينة التي باتوا أدواتها تجعلهم في الاصطفاف الأمريكي -الغربي -الصهيوني ويحتاجون تخريجات تخفيف وتمرير ولا يجدون غير افتعال مشكلة لا أساس لها ولا توجد في واقع اليمن، وهي ثنائية "مشروع إيراني" و"وصاية إيرانية".
تموضعهم الارتزاقي يحتاج إلى هذه الخزعبلات كتخريجات، وبالتالي فالمشكلة فقط هي في تموضعهم الارتزاقي الخياني وهي باتت فوق ضجيج الإخفاء والتخفي وفوق تفعيل الإمبراطورية الإعلامية الأمريكية الغربية، فكيف يمكن مجرد التفكير في حل سياسي مع أبواق لا هدف لها غير المزيد من الارتزاق والمزيد من الأثمان والأرصدة لارتزاقها؟!
فيما نحن نرفض قطعياً عودة الوصاية السعودية ونرفض أي وصاية أو أوصياء حتى من إيران، فهم يريدون نقلنا إلى بيت الطاعة الصهيوني -الأمريكي وهذا هو وهم الارتزاق، ويتصورون أنه الحل السياسي، ولا يريدون أي حلول أو حلحلة غير ذلك ربطاً بما تبقى من تموضع الاستعمار الأمريكي الغربي وربطاً بالمسميات الفضفاضة والغاضبة التي لازالوا يعتقدون أنها تخيف المسمى "المجتمع الدولي"، وبالتالي فهؤلاء كأنما باعوا أوطانهم ووطنيتهم بالمال ويحتاجونها في الضجيج ليظلوا في الارتزاق ويكسبوا المزيد من المال، ولكن لم تعد لهم علاقة بشعبهم ووطنهم إلا علاقة الاستعمال في إطار مركبات وتركيبات الاستعمال للاستعمار.
هل تتذكرون ما عُرفت بـ"جماعة كوبنهاجن" والتي حملت شخصيات وأسماء من المعروفة وأحدثت ضجة، إن لم يكن ضجيجاً في استضافة الكيان الصهيوني، فأين وكيف انتهت هذه المجموعة ولم تكسب بجانب الضيافة والمال غير العار واللعنة التاريخية ولازالت..؟
الأمركة والصهينة تطورت إلى ما هو أكبر وأوسع من جماعة "كوبنهاجن"، والرئيس العليمي ونوابه ونخبه ونخب "الشرعية" الشوارعية لا وزن لأمركتهم وصهينتهم بما يمثل 10% لما عرفت بجماعة "كوبنهاجن".
لماذا لا يذهب هؤلاء إلى "تل أبيب" كما شجاعة السادات أو يحدثون تغييراً في النمطية والضجيج كما جماعة "كوبنهاجن"، وسيترتب لهم من فنانين وفنانات من يهود الأصول اليمنية ستفوق حفلات الترفيه السعودية..؟
ولهم تصور أن كل العالم سيضج إعلامياً بما لم يحدث ولا مثيل له لا مع السادات ولا تلك الجماعة، ولهؤلاء القول إن الغرب ليس ولم يكن استعماراً، وأن الصهاينة لم يحتلوا فلسطين وليسوا احتلالاً وقد يتمتع بجماعة "كوبنهاجن" أكثر من إمتاع السادات و"كوبنهاجن المصرية"!

أترك تعليقاً

التعليقات