كابوس «الأنصار» يلاحق أمريكا
- مطهر الأشموري الثلاثاء , 28 يـنـاير , 2025 الساعة 12:14:06 AM
- 0 تعليقات
مطهر الأشموري / لا ميديا -
وزير الخارجية الصيني السابق -كما أظن- قال في أحد تصريحاته إن أمريكا هي مثل طير «الوروار» الذي يريد أن يحمل «البجعة». مشكلة أمريكا الداخلية والخارجية أو في الداخل والخارج هي في عجزها وفقدان الأهلية لحمل «البجعة»، وهي من هذا الوضع العاجز والتموضع المضطرب تصنّع لذلك وللعالم مزيد الفوضى والمشاكل، كونها في ظل العجز عن حمل البجعة تريد من العالم والأنظمة تحديداً أن تحمل البجعة وتأتي بها إليها، وهذا مستحيل آخر، لأنه لو كان هذا ممكناً ما كان لبريطانيا العظمى أن تتراجع، وما كان لأمريكا أن تحل محلها كزعيم للاستعمار الغربي وللإمبريالية والرأسمالية العالمية.
أمريكا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية تمارس إرهاب العالم، وأوضح تأكيد هو إسقاط قنبلتين نوويتين على اليابان بعد انتهاء الحرب العالمية وبعد إعلان اليابان الاستسلام.
لذلك، وبعد الهزيمة التاريخية المذلة لأمريكا من قبل فيتنام، فأمريكا خططت لإرهاب بديل لاستعمال أبعد مدى، ومن ذلك جاءت حروب أفغانستان والشيشان.
الحروب الأمريكية فيما بعد فيتنام وفي ظل تفعيلها للإرهاب مثلت الإدماج بين الإرهاب النووي في فيتنام والإرهاب الذي صنعته بعد تعدد القوى النووية عالمياً.
كل حروب أمريكا من أفغانستان إلى الصومال إلى العراق هي «إرهاب» وظفت الأمم المتحدة والقرارات الدولية لتمهيد أرضيتها وتدمير وإضعاف المستهدفين حتى تسرق نصراً بالطريقة ذاتها في الحرب العالمية الثانية.
ولهذا فثنائية «بايدن وترامب» وحتى لغة التهديد والوعيد أمريكياً لمن يناوئها إنما باتت تقدم إرهاب وعجز أمريكا في آنٍ واحد.
ارجعوا إلى عبارة لبايدن، وهو يتحدث عن بوتين بذلك التهكم: «من يظن بوتين نفسه»؟!
لا نحتاج اليوم لنجيب على سؤال بايدن لأن بايدن هو من أجاب عليه في الواقع.
ترامب الذي سار في دورته السابقة في قرار منع تصدير النفط الإيراني، بل «وتصفيره»، فما الذي عمله في الدورة السابقة حتى يأتي ويهدد في ظل دورة جديدة وعودة ة للبيت البيضاوي؟
أن يأتي ترامب في الدورة الأولى ويبتز النظام السعودي بأكثر من خمسمائة مليار دولار، وأن يطلب من النظام ذاته أكثر من ستمائة مليار دولار مقابل زيارة أخرى في الدورة الثانية، فهذه ليست عظمة ولا قوة لأمريكا ولا علاقة بالاستشهاد الصيني بالوروار والبجعة.
إذن، من إرهاب مرتبط عضوياً بالإرهاب الأمريكي فهو الإرهاب الصهيوني الذي شاهده وتابعه كل العالم في غزة، وتطورات سورية تقدم وجهي اللعبة الأمريكية في الحروب بالإرهاب وزعم محاربة الإرهاب أو بأي قدر نجحت أمريكا في الضحك على العالم بـ«بوجهي اللعبة»، فكل العالم كشف وفضح أمريكا كأم وأب للإرهاب ولعبة ضم أو إخراج وضم أنصار الله في اليمن لقائمة الإرهاب باتت من ضمن ما يضحك به العالم على أمريكا ولم تعد كما بدأت كضحكة أمريكية على العالم بأي قدر وبأي مستوى.
أن يرحل نظام ويأتي بديل في أي بلد وبأي طريقة فهذا وارد، وللمخابرات الأمريكية وأخرى قصص وحكايات في هذا الجانب.
ولكن أمريكا هي التي أعلنت تخصيص عشرة ملايين دولار مكافأة لمن يوافيها فقط عن الإرهابي الأكبر المسمى «الجولاني»، ثم تأتي الأحداث لتكشف أن أمريكا هي من جاءت بهذا الجولاني ذاته ليكون أو البديل لحكم سورية، فكيف حكمت أمريكا بإرهابه ثم دفعت به لحكم سورية؟! وماذا يعني ذلك؟! وكيف يقرأ؟!
العالم بات يضحك على أمريكا في إرهابها وفي بنائها وتبنيها للإرهاب، ولكن أمريكا إما أنها مازالت في وهم أنها من يضحك على العالم أو أنها تعرف ذلك، لكنه لم يعد من بديل لها أو لديها.
ولذلك فإني أجزم أن «أنصار الله» محظوظون بقرار توصيفهم أمريكياً بالإرهاب وفي هذا التوقيت، لأن ذلك شرف لهم وتشريف، وهذا العالم المتضامن مع جرائم الإبادة الجماعية بغزة في حاجة لخطوة كهذه، فهذا كفيل بإيصال الانفضاح الأمريكي، وذلك يلتحم بانفضاح أمريكا في معارك البحار أمام الأنصار وبما لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية!
المصدر مطهر الأشموري
زيارة جميع مقالات: مطهر الأشموري