مطهر الأشموري

مطهر الأشموري / لا ميديا -
الاستفراد الأمريكي بالمنطقة منذ انهيار وتفتت الاتحاد السوفيتي صنع بمتراكمه النمطية وبات الرأي الآخر أو الحرية نمطية ومنمطة أمريكياً بالشكل الغالب أو التفعيل السائد.
فالتحام النظام السعودي مع الإخوان في جهاد أفغانستان والشيشان هو التحام من أجل أمريكا وفي ملحمة أمريكية، ومن ثم فالتباين والتقاطع بين النظام السعودي والإخوان هو من الملحمة الأمريكية أو جديد الملاحم.
نقل أو انتقال الجهاد إلى سوريا يتطلب تجديد النمطية وتحديد وتوسيع الأنماط.
فقط منذ المحطة الأمريكية 2011م تصبح في خط الثورة الأمريكية "المؤخونة" توافقاً مع تركيا ودور الإمارات ضد الأخونة توافقاً أو ربطا بمصر، وهكذا فالمتراكم الأمريكي مازال يسمح لها بتجديد وإعادة توزيع وتنويع الأنماط والأدوار.
علينا التسليم بأن المتراكم الأمريكي في أنماطه وأدواره والتحديث للأنماط والأدوار لازال يمثل قيودا أو تقييداً للنظام السعودي وحتى للمصري فوق قدراته على إحداث تغيير أعمق أو أبعد حتى وهو مصلحة للبلد أو للنظام، ولو أريد تغيير النظام السعودي أو المصري فسيمارس ضده كل أشكال الهجوم وكل أنواع الهجاء بأكثر مما طرح ويطرح عن النظام السوري وقبله العراق وهلم جرا.
لنا استرجاع الأرضية الأمريكية لخلاف حاد وغير معتاد بين النظامين السعودي والقطري وكيف تم إنهاؤه وإغلاقه حين أريد أمريكياً وبسرعة.
أليس هذا في إطار تجديد أنماط وتحديث أدوار؟
الرئيس المصري "مبارك" لم يكن له خلاف "البتة" مع أمريكا وكذلك الرئيس الحالي "السيسي"، ولكن أمريكا  أرادت تغيير مبارك والوصول إلى "السيسي" فيما النظام القطري تأخون مع حكم الإخوان لمصر، فالنظام السعودي تقاطع مع أخونة الثورة المصرية ومن ثم دعم الثورة "السيسية" وكل ذلك من أرضية شعبية بالبوصلة الأمريكية وبتجديد الأنماط وإضافة وتحديث الأدوار.
ربما مثل إشراف الصين على اتفاق تطبيع بين النظامين الإيراني والسعودي الاختراق الأهم للمتراكم الأمريكي وأدواره وأدواته، ولكن المتراكم الأمريكي في المنطقة لازال أقوى من قدرة روسيا والصين على توسيع نفوذهما بل إنه أقوى في أخطبوطيته وديناميكية تفعيله من القوة الأمريكية ذاتها، وهذا المتراكم هو الأنجح في تقييد الأنظمة حتى في ظل حقيقة تراجع القوة والهيبة الأمريكية.
الدولة الكردية كمشروع أمريكي مرتبط بحماية أمن إسرائيل تعرفه تركيا وتعارضه وترفضه، فأيهما سينجح المشروع الأمريكي أم الاعتراض والرفض؟
البعض قد ينظر إلى أحداث سوريا وما حدث فيها على أنها انتصار للاعتراض والرفض التركي للمشروع الأمريكي الكردي، ولكن هذه تظل وجهة نظر ضمن القراءات والتقديرات ولكنها لم تصل -وقد لا تصل- إلى حقائق ترتب الاستحقاق أو تترتب عليها استحقاقات.
تصريح لافت لوزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في محطة 2011م، قالت فيه إن أمريكا تتمنى مجيء دولة قبطية مستقلة في الإسكندرية.
ولهذا فإذا الإخوان في مصر أعادوا الكرة في محاولة العودة للحكم بمظاهرات شعبية وأدوات وأدوار مساندة أخرى فاعلموا أن الهدف المخطط له أمريكياً هو الوصول الى دولة قبطية مستقلة عاصمتها الإسكندرية، وهذه الدولة والأخرى الكردية وربطاً بالحالة السورية هو من أجل إسرائيل وأمنها على مدى أبعد.
إذا روسيا والصين لم يكن بمقدورهما منع سقوط النظام الحليف في سوريا فماذا عن حالة مصر، وهل سيكتفى بالجيش المصري الذي قد يستنزف هو الآخر مع طول المدة قياساً بسوريا، أم أن روسيا والصين شيء آخر في أهم منطقة نفوذ في المنطقة وربطاً بإفريقيا.
الاتفاق الذي نجحت الصين في توقيعه بين إيران والسعودية ومن ثم وضع مصر المستقبلي مسائل ترتبط بالصراع الدولي وبما يتطلب تفكيك المتراكم الاستعماري الغربي الأمريكي أو مواجهته ربطاً بالأحداث والتطورات الإفريقية.
ولهذا فأمريكا كأنما تسابق الزمن لترتيب أبعد لأمن الكيان الصهيوني بحيث لا يكون ضمن تفاوض أو مفاوضات عالمية ومن ضمنها تايوان وشرق آسيا وكذلك ما يسمى "الشرق الأوسط".
ربطا بكل هذا فالحالة اليمنية لم تتجاوز فقط موضعة وتموضع ما تسمى "شرعية" ولكنها تجاوزت سقوف وألعاب الأنظمة ومنها الإيراني والسعودي وبالتالي على حبال وأوراق الكبار وهذا معروف وعرف في ما تسمى السياسة الدولية.
ولهذا فالإخوان لم يعودوا أهلاً لدور في اليمن على طريقة سوريا أو احتمالية مصر وهذا الطرف بات مع الأطياف الأخرى التائهة والزاعقة كأنما تصارع طواحين من وضعها وتموضعها الصراعي لأنه حتى في حالة اجتياح أمريكي -"إسرائيلي" لدور تكتيكي أو تمويهي فإنه بات أعجز من التأثير في الواقع أو على الواقع، قد يكون على هؤلاء ببساطة التفكير لأن وضعهم وتموضعهم في اليمن ليس أكثر من أداة لاستعمال آني أو مؤقت ولم يعد يحتاج إليهم لا في مشروع أمريكي ولا في أمن وتأمين "إسرائيل" كفرضية أمريكية!

أترك تعليقاً

التعليقات