غزة وسورية في جهاد الإخوان
 

مطهر الأشموري

مطهر الأشمـوري / لا ميديا -
في خطاب لملك السعودية السابق، عبدالله، قال إن الزمن أو التاريخ سيثبت من هم الإرهابيون.
يأتي هذا ربطاً بما عرفت بأحداث سبتمبر 2001، وصولاً إلى استصدار أمريكا ما عرف بـ"قانون جاستا"، وهو يحمل تهمة إن لم تكن إدانة النظام السعودي والوهابية بالإرهاب.
الرئيس الأمريكي الأسبق في ذروة أزمة مع أمريكا انتهت بحل روسي وهو تدمير الأسلحة الكيماوية السورية -في ذلك الوقت- دعا أوباما أمريكا لإعلان الجهاد في سورية، وقال إن الجهاد هو أقوى حتى من السلاح النووي.
ملك السعودية (عبدالله) لم يستجب لهذا النداء أو الطلب الأمريكي. والطريف أو الغريب أن تأتي الاستجابة من طرف آخر لم يطلب منه أوباما أو أمريكا ذلك، وهو الإخوان في مصر، في عام حكمهم، والكل يتذكر إعلان الرئيس الإخواني المصري محمد مرسي الجهاد في سورية ومن استاد القاهرة.
أزعم الآن أن الأحداث فككت الجملة التي وردت في خطاب الملك عبدالله، فالإرهاب الذي كانت توصم به السعودية هو إخواني، وليس سعودياً ولا وهابياً، وقد يكون المقصود مباشرة أو ضمناً الشيعة أو إيران ومن يسير في اصطفافهم.
الذي يعنيني في الربط بهذا الموضوع هو الترفيه في السعودية بكل ما يتعاطى حوله سلباً وبنقد هادر أو حتى إيجابياً.
موضوع الترفيه هو مسألة محورية وخيار مرحلي أو استراتيجي للنظام السعودي، لتبرئة ذاته من الإرهاب، وهذا يؤكد أن "قانون جاستا" الأمريكي استصدر لابتزاز النظام السعودي وليس لمعاقبته على الإرهاب، وقد تم الوصول لهذه الصفقة وتحققت غائية "قانون جاستا".
هذا الترفيه هو ما يثبت براءة النظام السعودي من الإرهاب، أو تبرئته أمريكياً على الأقل، بقدر التشدد والقداسة للوهابية ربطاً بالنظام، وهم يصنعون الإرهاب تلبية لطلب وأوامر أمريكية، فإن البراءة والتبرئة من الإرهاب تتطلب القدر نفسه من التشدد والقداسة للترفيه فوق كل قضايا العروبة والإسلام، وفوق أي أحداث في فلسطين ولبنان وسورية أو غيرها.
ولذلك فإني كلما تابعت في فضائيات أو قرأت مقالات أو تحليلات تطالب النظام السعودي بوقف الترفيه ولو مؤقتاً ربطاً بالإبادة الجماعية في غزة أو غيرها، كنت كمن يضحك ويبكي في آن.
بمستوى القداسة المفروضة للنظام السعودي والقداسة التي عرفت للوهابية وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باتت القداسة للترفيه ولهيئة الترفيه. وقد يسقط النظام إذا خالف شروط الصفقة السرية مع أمريكا. والأمر كذلك في ابتزاز أمريكا للنظام السعودي من خلال ما عرف بـ"قضية خاشقجي".
وليّ العهد محمد بن سلمان عندما كان في أمريكا قالها بوضوح لوسائل الإعلام الأمريكية: "نعم، نحن صنعنا الإرهاب تلبية لطلب أمريكي".
وحين يعود للسعودية يقول: "نريد العودة إلى إسلام ما قبل 1979". وواقعياً فإن ما يحدث ليس عودة إلى إسلام ما قبل 1979، ولكنه تنفيذ لطلب أمريكي حتى تستطيع أمريكا تبرئته من الطلب الأمريكي، وهو "صناعة الإرهاب".
ولهذا فإن ما عرفت بأحزاب الإخوان حاولت في الفترات الماضية إنكار علاقتها العضوية بـ"القاعدة" والمسميات الأخرى لتنظيمات الإرهاب التي تتوالد.
مثلما النظام السعودي رمى مسؤولية الإرهاب الذي صنعه على الإخوان وسار في صفقة أو صفقات مع أمريكا لمنحه البراءة على حساب "الإخوان"، فالإخوان يحاولون رمي المسؤولية على إيران؛ ولكنهم لا يملكون القدرة ولا المال لعقد صفقات مع أمريكا كما النظام السعودي.
في العام 2013 قدم الشيخ عبدالمجيد الزنداني مذكرة تظلم أو التماس إلى دائرة المظالم في الأمم المتحدة، وأهم ما جاء فيها أنه لم يكن مع "القاعدة" إلا في الفترة التي كانت فيها أمريكا مع "القاعدة".
ربطاً بهذا بات يطرح في فضائيات ووسائل إعلام الإخوان والمرتزقة قضية يمنية أو ميمننة تسمى "التخادم بين القاعدة والحوثيين".
أحداث سورية الجديدة تقول أمريكا إنها فوجئت بها، وحتى "إسرائيل" تدعي ألا علاقة لها ولا علم بها، فيما الإخوان في اليمن لا يستطيعون حتى السير في هذا الموقف الكلامي الإعلامي الأمريكي - "الإسرائيلي"، وكأنهم يعيدون إعلان إخوان مصر الجهاد في سورية.
ما داموا ليسوا أهلاً لصفقات مع أمريكا كما النظام السعودي، ربما كانت أفضليتهم السير في ما تتعاطى به أمريكا و"إسرائيل" مع هذه المستجدات؛ ولكنها مسألة تفاعلية انفعالية في التفكير من تلقائية مسار السيرورة وما أوصل إليه كصيرورة.
الذين يطرحون ويؤكدون أن الإرهاب هو صناعة أمريكية، وأن الحرب بالإرهاب وعلى الإرهاب وجهان للعبة أمريكية عالمية، لا يحتاجون صفقات على الطريقة السعودية، ولا مخاتلات من أنفاق بما هو من النفاق على الطريقة الإخوانية "الزندانية".
الشعب اليمني بصوت هادر ودائم يقول إن أمريكا هي الإرهاب العالمي، وهي وراء كل الجرائم والإجرام في العالم، فهل تعتقدون أنكم تخيفون هذا الشعب بقضية تسمونها "التخادم"؟! أم أن هذا بخيارات نيل رضا أمريكا و"إسرائيل"؟!
مقطع من أغنية لعبدالحليم حافظ أهديه لهؤلاء يقول: "يا ولدي قد عاش شهيداً من مات فداءً للمحبوب"، والحليم تكفيه!

أترك تعليقاً

التعليقات