اليمن الأقوى من الاستعمار والاستعمال!
 

مطهر الأشموري

مطهر الأشموري / لا ميديا -
"الشرق الأوسط" هو مسمى أمريكي وبالتالي فـ"الشرق الأوسط" هو الحداثة والتحديث الأمريكيان، ولذلك لم يعد يتداول في وسائل الإعلام ما كان يعرف بالشرق الأدنى والشرق الأقصى وهو ما ظل يعرف في ظل الاستعمار الأوروبي ورأسه ما عرفت بريطانيا.
وبالتالي فإذا كان هذا "الشرق الأوسط" هو الحداثة والأحدث، فلماذا يحتاج إلى تغيير ملامحه بهذه السرعة فيما الزمن لم يتقادم عليه؟!
هذا يعني أن مسمى "الشرق الأوسط" أمريكياً هو في إطار مشروع أمريكي يرتبط بـ"إسرائيل"، وبالتالي فإعادة تغيير ملامحه بهذه السرعة هو متغير وتغيير أمريكي يراد تنفيذه بالمواصفات والمقاييس "الإسرائيلية".
لو سألت أحد الصحفيين ما الذي ارتبط في ذاكرته بالمسمى الأمريكي "الشرق الأوسط" فسيرد تلقائياً إنها صحيفة "الشرق الأوسط" التي ظلت تصدر في أو من لندن وأعتقد أنها لازالت كصحيفة دولية تصدر بالعربية، وبالتالي فإصدارها ارتبط بالمسمى الأمريكي ويرتبط كذلك بالمقاييس والمواصفات "الإسرائيلية" مثلما أصبحت الجامعة العربية في الأفعال والتفعيل بالمعايير والمواصفات "الإسرائيلية" وبالإشراف الأمريكي المباشر منذ أول "كامب ديفيد".
السؤال الذي يطرح هو هل لازالت أمريكا فعلياً تستفرد بما سمته "الشرق الأوسط" وستسير في تغيير ملامحه بمواصفات الكيان الصهيوني ورغم أنف العالم وليس فقط المنطقة؟
ما يحدث في المنطقة منذ ما عُرفت بحرب "البيجر" ثم اغتيال قادة حزب الله والمقاومة وحتى سقوط النظام السوري يوحي أن أمريكا تريد ذلك وتسعى لذلك وتتمنى ذلك، ولكني أقول بأنها لم تعد قادرة ولا مقتدرة وهي تسير إلى فشل حتمي في جديد وتجديد استعمارها وتحت أي عناوين تجديدية ومضللة ومخادعة.
أكثر أنظمتنا العربية مازالت مرتهنة لأمريكا وفي أحسن الأحوال مداهنة بعين الغرب الاستعماري قديمه وجديده، والبعض ينخدعون بشواهد ومشاهد هذه الأنظمة في ارتهانها أو مداهناتها وتحول النظام العربي إلى عبراني وحيث باتت الجامعة العربية هي الابنة العبرية الشرعية لمسمى "الشرق الأوسط" وصحيفة كـ"الشرق الأوسط" هي المنظور والمنظر لنظام بالمسمى العربي، وهو أفعالاً وتفعيلاً عبري بمفعول وتفعيل الأمركة وينفذ أوامر أمريكا عبرانياً وصهيونياً.
هذا المشهد بات فقط يجسد المتراكم ويعبر عن ارتهان وانهزام معاً لأنظمة، ولكن ما يُعتمل في واقع المنطقة وفي تفاعل الشعوب بات كل ما يُمارس من قمع محلي وأمريكي غربي وبات يتجاوز كل قدرات وألاعيب أمريكا في أوهام تشكيل المنطقة وفق مصالحها والكيان الصهيوني.
ها هو الاستعمار القديم والجديد معاً يتجرع الهزائم المرة المريرة في البحار أمام الشعب اليمني وقواته المسلحة، وهذه الانتصارات اليمنية على أمريكا والغرب و"إسرائيل" تجاوزت تهديد وضجيج الاستعمار والاستعمال وتجاوزت كل تفعيل المرتهنين من الأنظمة وأذناب الأذناب من العملاء والخونة والمرتزقة.
هناك مثل شعبي يمني يقول "من قالها ما فعلها"، والمسألة ببساطة أن أي عدوان على اليمن يتجاوز الخطوط الحمراء سيحرق المنطقة برمتها وعلى رأسها النظامان السعودي والإماراتي لأنها أنطمة مارست أبشع الجرائم ضد الشعب اليمني ولازالا في وضع احتلال ومحتلين ونعرف أن أمريكا تريد العدوان على اليمن ولكن دون إحراق المنطقة وهو إنهاء لمصالحها والغرب.
ذلك هو المحال وهو المستحيل مهما مورست من خدع وتكتيكات جربناها ونعرف ونعي كل ما لا يجرب.
اليمن هي المعتدى عليها وهي لم تمارس العدوان حالياً، وفي تاريخها وكل ما يطلبه الشعب اليمني هو حقه المشروع والكامل في السيادة والاستقلالية.
المشكلة في اليمن هي في عدائية وعدوانية أمريكا وأذنابها، ولو تركوا اليمن في حاله فإنهم سيتصالحون ويتعايشون كيمنيين فوق أي تباينات أو حتى خلافات.
هذه المشروعية للشعب اليمني هي فوق قرارات مجلس الأمن ولا توجد مرجعية ولا مرجعيات، والشعب اليمني هو من سيجبر أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني على احترام مرجعية الشعب وعلى إعطاء هذا الشعب كل حقوقه الشرعية والمشروعة.
إذا كانت أمريكا تعتقد أن لدى المرتزقة والخونة ما يفيدها فهي بذلك تؤكد عجزها عن تنفيذ أحلام وأوهام تغيير ملامح شرق أوسط أو تشكيل "شرق أوسط جديد"، فتأملوا في القائم وانتظروا القادم!

أترك تعليقاً

التعليقات