الإعلام «المتصهين» قدم نصر الله الزعيم!
- مطهر الأشموري الثلاثاء , 19 نـوفـمـبـر , 2024 الساعة 12:18:50 AM
- 0 تعليقات
مطهر الأشموري / لا ميديا -
عندما كانت "إسرائيل" تقاتل دولاً أو جيوشاً عربية فهي لم تمارس قصف وتدمير المباني السكنية، وحتى الإبادة الجماعية كانت تستعملها ولكن مع الجيوش كما حدث لمئات وآلاف الأسرى المصريين في حرب 1967م.
"إسرائيل" لم تقصف القاهرة أو مدناً مصرية في حربي 1967م، 1973م، بل إن "إسرائيل" لم تمارس قصف دمشق في حرب 1973م بمستوى ما تمارسه الآن، والسؤال لماذا؟
الإجابة هو أنه مادامت "إسرائيل" تنتصر في جبهات القتال فهي لا تحتاج لتدمير مدن وأبنية سكنية ولا تحتاج لاستهداف ممنهج للمدنيين أو تفعيل الإبادة الجماعية، وبالتالي فـ"إسرائيل" لو كانت تعرضت في الجبهات لتنكيل وانهزام لمارست التدمير والإبادة الجماعية، وعلينا التذكير بأن أمريكا مارست تهديد عبدالناصر بالنووي في حرب 1967م ثم هددت السادات بالنووي في 1973م.
في السابع من أكتوبر 2023م بما استدعى أساطيل أمريكا والغرب وتقاطر زعماء كل الدول الغربية، فـ"إسرائيل" لا يمكنها خوض الحرب بذات الطريقة التي مورست مع الجيوش العربية.
ولهذا فـ"إسرائيل" في هذه الحرب لا تقاتل ولا تواجه في الجبهات وإنما تقصف المدن والأبنية السكنية وتستهدف المدنيين وتمارس الإبادة الجماعية وبما لم يعرف في تاريخ الحروب منذ الحرب العالمية الثانية على الأقل، فيما الغرب الاستعماري القديم والجديد يغطي بكل قدراته على هذا الإجرام والجرائم وله تخريجات تبرير وتضليل كما لديه إمبراطورية إعلامية عالمية، بل أصبح لهذه الإمبراطورية حضور واسع وفاعل كأمركة وصهينة وبمسمى أنه إعلام عربي.
إذا المقاومة في غزة ومن ثم المقاومة في جنوب لبنان تصمد وتقهر وتذل "إسرائيل" لأكثر من عام فكيف يقارن ذلك بهزيمة واحتلال أراضٍ لخمس دول في أسبوع خلال حرب 1967م؟
إنني لا أشفق في هذا المشهد أو المعمعة إلا على إعلام ناطق وبالعربية ولا يريد فقط أن يكون أمريكياً أكثر من أمريكا، بل صهيونياً أكثر من الصهاينة إلى درجة أنه يتبجح بالدمار وقصف المدنيين والإبادة الجماعية على أنها إنجازات، بل انتصارات لجيش الصهاينة.
إنني شخصياً لا أتأثر البتة بكل حملات هذا الإعلام الخياني الهزيل والرذيل، بل إنني أشفق عليه من هذا الانكشاف والانفضاح الذي يعيشه ويتعايش معه، فكلنا نسلم بأن كل قدرات الغرب وأحدث أسلحته فتكاً قادرة على أوسع تدمير وعلى ارتكاب أكبر إبادة جماعية مادامت أمريكا والغرب قادرين على منع تفعيل القرارات والقوانين الدولية والإنسانية، ولكن أن يقدمها إعلام تحت مسمى عربي على أنها إنجازات وانتصارات فذلك بالنسبة لي لا يستحق غير الإشفاق خاصة وعامة الشعوب العربية تعرف هزيمة الأسبوع واحتلال أراض لخمس دول، فكيف لنا مجرد أن نقارن في ظل انتصار أي وجه للمقارنة.
مبعث إشفاقي هو أن هذا الإعلام وبهذا التعاطي المخزي لم يعد من خلال كل ذلك إنما يدين نفسه بنفسه ويكشف خيانته لعروبته وإسلامه ودينه.
كل قادة الحروب التاريخية العالمية بمن فيهم "هتلر" يجمعون على أن أكثر من يحتقرونهم حتى وهم يحاربون معهم وفي اصطفافهم هم الخونة لأوطانهم وأديانهم، وهذا الإعلام العربي المتأمرك المتصهين بات يقدم ويؤكد كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة رذالته وخيانته أكثر من أي تأثير آخر ومن أي أهداف أخرى.
الخونة عادة ما يتخفون أو يجدون قدرات حبكة وتغطية للتخفي وإخفاء خيانتهم، ولكنه لم يحدث وفي كل أحداث ومحطات وحروب التاريخ البشري -لم يحدث- انبطاح وانفضاح كما حالة الإعلام المتصهين والمصر على مسمى "عربي".
ولهذا فإني أعتبر كل من يتفاعل أو ينفعل من هذا الإعلام هم إما إازلقوا للخيانة بوعي أو بدونه أو من الحمقى وفاقدي الوعي.
سخصياً، أفضّل استمرار هذا الإعلام المتصهين الخياني، لأن متراكمه من الفشل وفقدان التأثير يجعل الأفضلية في استمراره، لأنه أصبح حاجية للوعي في الحاضر والمستقبل، بل هو البوصلة الأهم لقياس الوعي.
إنه إعلام لم يعد يقدم غير عمالة أنظمة وسقف خيانتها، وبالتالي هو إعلام لنيل رضا الأمركة والصهينة ولا علاقة له بالشعوب ولا شعبية له، وبالتالي هو من أدوات الارتزاق النفعي النخبوي، وبالتالي فهذا الإعلام لم يعد لديه ما يخيف أو يخوفنا به.
مفيد أن نتتبع كل أشكال الخونة وكل تشكلات الخيانات، وها هي فضائية "روسيا اليوم" هزمت إمبراطورية الإعلام الأمريكية الغربية بما فيها الأذيال والذيول العربية، ولا تنسوا أن هؤلاء لهم الفضل في تقديم السيد حسن نصر الله كزعيم عربي يساوي ويوازي جمال عبدالناصر.
المصدر مطهر الأشموري
زيارة جميع مقالات: مطهر الأشموري