القلق من قرار صنعاء.. لماذا؟!
- مطهر الأشموري الأربعاء , 10 ديـسـمـبـر , 2025 الساعة 12:08:47 AM
- 0 تعليقات

مطهر الأشموري / لا ميديا -
كانت أمريكا وروسيا خلال الحروب بسورية يوقعان على اتفاقات أو اتفاقيات للهدن ولخفض التصعيد، وكانت أمريكا من يوقع باسم الطرف المعارض للنظام وروسيا توقع عن النظام السوري.
ذلك كان يعني بالنسبة لي ولأي متابع مهتم بأن سورية فقدت وباتت الحرب بين النظام والمعارضة.
هذا يعني أن الإرهاب هو الذي حارب النظام في سورية، كما يعنى أن النظام في سورية تم تطويعه ليكون ذراعاً لروسيا وليس لإيران وفق المخطط والسياسة الأمريكية، وأستطيع القول إن روسيا كانت تقيد التحرك العسكري الإيراني في سوريا، بل وتحكم أي رد فعل إيراني بل وتمنعه أن يكون من سورية.
لا حزب الله ولا حماس و لا أي طرف آخر قبل أن يحكم قراره السياسي أو السيادي كما الحالة السورية كمعارضة وحتى كنظام، ومع ذلك فالصوت الأوسع والأعلى ظل في توصيف «أذرع إيران» لأنه هكذا تريد الاستراتيجية والسياسة الأمريكية وعلى رأس أهدافها دعم الكيان الصهيوني المؤقت واللقيط في تصور السيطرة على المنطقة وما يسمى بـ»الشرق الأوسط الجديد».
في الحالة اليمنية نجد أن العليمي يبحث مع السفير الصيني قضیة تسمى «تهريب أسلحة لليمن»، وكذلك يفعل الزبيدي حين زيارة موسكو، ومثل هذا هو بمثابة اتهام لروسيا والصين بتسليح اليمن، لكن المرتزقة والعملاء لا يريدون التعامل سياسياً وإعلامياً مع ذلك، لأن ذلك يضعف التوصيف الأمريكي المعتاد بأن «صنعاء هي من أذرع إیران».
صنعاء دائماً ما ترد أنها تبني وتتبنى بندية واحترام علاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولكنها ليست ولن تكون ذراعاً لإيران ولا لغيرها، وهي في شراكة مع أي دولة إسلامية تدافع عن فلسطين وتسند غزة والمقاومة أكانت إيران أو غيرها، ولكن بغاء وببغاوية المرتزقة لا تستطيع مخالفة خط أمريكا والكيان اللقيط، ولا بد لها من ناحية أخرى أن تتحدث عن «أذرع إیران» حتى بعد المصالحة بين إيران والنظام السعودي.
ولذلك لاحظوا كم ظلوا يطبلون لما حدث في سوريا وربطه الوضيع بصنعاء، ولكنهم وفجأة صمتوا وتوقفوا لتجنب انفضاح شراكتهم، والنظام الجديد في سورية ليس في التطبيع مع الكيان اللقيط، بل شراكتهم في تسليم سوريا للكيان الصهيوني اللقيط، فهل سمعتم أن ثورة قامت في العالم لتسليم بلدها للعدو والمحتل، وماذا عملت ما أسموها «ثورة» في سورية؟! ومن أسهب في التطبيل لها وعلى رأسهم المرتزقة والعملاء من اليمن أكثر من ذلك، ثم لماذا فجأة صمتوا وتوقفوا؟!
صنعاء ببساطة تملك قرارها السيادي والسياسي، وفي ظل هذا الصراع العالمي واصطفافه فإنه لا توجد دولة ولا عاصمة في العالم لا تقبل الانتقاص من قرارها السيادي والسياسي كما صنعاء، وذلك ما تعترف به أمريكا في تصريحاتها ولكن واقع العمالة ومستنقع الخيانة لم يعد يتيح لمرتزقة اليمن غير ذلك، فدعوهم يقولوا ويتقولوا حتى وأنه لم تعد أمريكا و»إسرائيل» أكثر من تفعيلهم كأدوات رخيصة وحقيرة، فأين هم من واقع الشعب والشعبية غير المسبوقة في تاريخ اليمن؟
روسيا هي كانت تحكم سورية كما أوضحنا، فلماذا لا يقول هؤلاء إن سورية هي ذراع لروسيا؟
لأنهم ينفذون تعليمات أمريكا و»إسرائيل» والنظامين السعودي والإماراتي ولا مجال أو إمكانية لغير ذلك.
أدرك أن مجرد الذكر أو الإشارة لهؤلاء لا يعترض أن يكون، لأنه لم يعد لديهم غير الببغاوية وتطبيل الهواء والخواء، ولكن الحالة السورية وما آلت إليه ربطاً بالببغاوية وطبول الخواء يبرر هذه الالتفاتة.
شخصياً، أشك أن هؤلاء يعرفون القليل ولا الكثير مما يدور في الكواليس، ولكن كل أطراف التأثير عالمياً باتت تدرك أن قرار صنعاء المتوقع أو القادم كفيل بقلب الطاولة برمتها على مستوى المنطقة، وبما يفرض تأثير عالمي عميق وبعيد المدى.
ولهذا فالعالم يبحث عن حيثيات وحث لمنع أو تأجيل قرار صنعاء، وإذا كانت نظرية «الأذرع» استعملت في سورية بالشكل الذي تابعناه فنحن ننصح أمريكا والأنظمة العميلة وحتى المرتزقة «الحقراء» البحث عن نظرية جديدة غير الأذرع، لأنها إن سارت صنعاء في قرارها ستختفي وإلى الأبد، والاختتام قول أحد الشعراء: علي نظم القوافي في مبانيها/ وما عليّ إذا لم تفهم البقر!!










المصدر مطهر الأشموري
زيارة جميع مقالات: مطهر الأشموري