الرد الإيراني وصهاينة «الببغاوية»!
 

مطهر الأشموري

مطهر الأشموري / لا ميديا -
موقفنا ليس فقط في التضامن مع إيران، بل الوقوف إلى جانب إيران في المواجهة مع أمريكا والكيان الصهيوني. وهذا الموقف بات ويمثل المصير المشترك لمواجهة العدو الصهيوني، وفي إطار محور المقاومة، وموقفي الشخصي ينطق من هذه القناعة أو الأرضية. 
من هذا الموقف ومن هذه الأرضية فإنه يعنينا طرح أسئلة وتساؤلات حول ما يجرى في إيران. هذه الأسئلة أو التساؤلات هي تجسيد الالتحام الموقفي مع إيران، وهي تنبع من حرص على إيران باعتبار الأحداث في إيران لها تأثير علينا.
لقد طرحتُ أن الرئيس الإيراني «رئيسي» مورس اغتياله «إسرائيلياً» - أمريكياً، وإذا لم تستطع إيران إثبات ذلك فكان عليها الاستفادة من احتمال كهذا.
وطرحتُ أن تأخر إيران في الرد على اغتيال «هنية» في طهران «إسرائيلياً» مكّن «إسرائيل» من تصفية السيد حسن نصر الله وبعدها جاء الرد المتأخر إيرانياً على اغتيال «هنية».
في العدوان «الإسرائيلي» الأخير على إيران تم تحريك مئات الطائرات المسيّرة من داخل إيران، وتم الهجوم كذلك بمائتي طائرة حربية صهيونية. فهل كل هذا طبيعي؟ أين الاستخبارات الإيرانية؟ وأين الدفاعات الجوية؟ وهل يصدق أن تعود مائتا طائرة عسكرية إلى قواعدها سالمة، بل يقال بأن الدفاعات الجوية الإيرانية كأنما عطلت ولم تطلق أي صاروخ؟!
بدون ما يقنع كإجابات فمثل هذا يثير مخاوفنا فعلاً على إيران بما تمثله من ثقل وبموقفها الإسلامي المبدئي مع فلسطين القضية والشعب، وبالتالي يصعب على المهتم المتفاعل بصدق وإيمان مع الدور الإيراني أن يتجاوز مثل هذا الغموض، أو ألا يتوقف عند هذا الغموض، فهل الدفاعات الجوية مثلاً عطلت فنياً أو تقنياً أو غير ذلك؟
إذا حدث مثل هذا فإني مقتنع بالإجابة على أمل التعلم والاستفادة من التجربة في القائم والقادم.
الأنظمة العربية المطبعة والمتواطئة مع «إسرائيل» تستعمل هذه المؤشرات والتساؤلات استعمالاً عدائياً، وإعلامها أكثر صهيونية من الإعلام العبري، حتى وإن جاءت التصريحات الرسمية المحدودة في شكل أو منحى آخر.
بعد هذا التوقف للفهم وللتنبيه أقول بأن ثقتي -بل وإيماني- بأن إيران هي أقوى من كل العوارض، وحتى مع خطأ بأي قدر، فإيران قادرة على معالجتها. وللذين يهللون لهذا العدوان الصهيوني أقول بأن الرد الإيراني الأقوى سيأتي، وسيكون مزلزلاً فوق ما تتصور أو تتوقع «إسرائيل»، وبالتالي فإن على هؤلاء إدراك التبعات والأبعاد ربطاً بواقع وواقعية الصراع الدولي المعتمل.
سخف السخف أن يوجد أناس يتوهمون أن إيران انهزمت، وهؤلاء الغوغائية والببغائية لا يفقهون المكان ولا يعيشون الزمان، وهم في الأساس لن يقولوا إلا هكذا كلام، وهكذا كل ما يطرحون حتى في كل يوم وكل حادثة وقبل العدوان على الجمهورية الإسلامية.
الرد الإيراني الأقوى سيكون غير ما مُورس وغير ما عُرف. ومثل هؤلاء سيعيدون تكرار مقولة أن أمريكا انتصرت في البحر الأحمر. وأفضل تعامل مع النوعية الهابطة هو تركهم في ببغاوتهم وغوغائيتهم، وهؤلاء هم بين معطى متراكم الاستعمار الغربي وواقع ومتغيرات العالم تجاوزتهم؛ ولكن كأنما لا خيار لهم غير أن يظلوا أبواقاً لثراء أنظمة عميلة وللرأسمالية العالمية. وطالما ظلت العمالة والرأسمالية فهذا الدور سيظل حتى مع فقدانه للحد الأدنى من الجدوى والتأثير.

أترك تعليقاً

التعليقات