بين الرد الأمريكي ورد الرد الإيراني!
- مطهر الأشموري الجمعة , 11 أكـتـوبـر , 2024 الساعة 7:17:10 PM
- 0 تعليقات
مطهر الأشموري / لا ميديا -
ما تسمى «إسرائيل» هي مجرد اسم يستعمل أمريكياً، كما هي أداة في هذا الاستعمال كما أسسها الاستعمار الغربي الذي ورثته أمريكا وورثت طبعاً الاستعمال الاستعماري المسمى والأداة.
اغتيال القائد حسن نصر الله هو عمل أمريكي ينفذ باسم «إسرائيل» أو يطرح المسمى كأداة في الاستعمال السياسي الإعلامي عالمياً.
ولهذا فإنه أعجبني شجاعة الرئيس الإيراني حين قال: «لقد أخرنا ردنا لأنه ضغط علينا لضبط النفس وعلى أساس أن تأخير الرد سيوصل إلى وقف الحرب على غزة».
الضغط على إيران لتأخير الرد مقابل وقف العدوان على غزة هو ببساطة عمل وتفعيل أمريكي وتبعاً له عمل غربي، وأمريكا هي ببساطة من أخرت الرد على اغتيال الشهيد «هنية» وهي ذاتها من استهدفت القائد العظيم حسن نصر الله وقيادات أخرى من حزب الله.
وأمريكا في كل هذا تحتاج لاستعمال «إسرائيل» كمسمى وأداة، ومن لا يقر بهذا فهو لا يفهم السياسة الأمريكية، وربما لا يفهم السياسة أصلاً.
إن ردت «إسرائيل» على إيران والتي تقول إنها تتدارس وتنسق مع أمريكا لهذا الرد فذلك هو استمرار للحروب والتهديدات الأمريكية ضد إيران، فيما «إسرائيل» المسمى والأداة هو حاجية للاستعمال السياسي الإعلامي عالمياً.
أثق أن الجهات المعنية في إيران تعي هذا وتؤمن ولم تعد تحتاج لتجريب جديد لأطروحات ضبط النفس أو وعود إيقاف العدوان على غزة.
إذا ردت «أمريكا الإسرائيلية» على إيران لا تحتاج لأن تستأذن أو تنسق لردها مع أي أحد في العالم، وبالتالي فهي القادرة على الرد خلال الرد ذاته ولا تحتاج لتريث أو انتظار، لأنه سيُقال لإيران ليس فقط بأنها برد الرد تفتح لحرب إقليمية، بل سيُقال لها ما هو أكثر إرهاباً وترهيباً، لأنها هي -وليس أمريكا- من يدفع العالم إلى حرب عالمية، وربما يهولون إعلامياً وسياسياً ما يترتب على ذلك من مسؤولية يحملونها الجمهورية الإسلامية في إيران.
فإذا قبلت إيران مثل هذه الأطروحات وضبط النفس ووعود إيقاف الحرب على غزة فإنها قد تقع في فخ جديد، بل وتفخيخ جديد.
تم تداول خبر عن بيان (عربي - أمريكي - أوروبي) يطالب بإيقاف العدوان فوراً على لبنان، وهذا المسمى أنه «بيان» ببساطة يريد فصل غزة أولاً عن محور المقاومة وجبهات إسناد غزة، كما يريد إعادة المستوطنين الصهاينة إلى المستوطنات التي هجّرهم منها حزب الله شمال فلسطين، وهذا كل ما يعني البيان ومن وقعوا عليه، فهل بعد كل هذه المجازر والإبادة الجماعية وقوافل الشهداء من الشعوب ومن القادة يتم التخلي عن غزة والشعب الفلسطيني كما تريد «أمريكا الإسرائيلية»؟!
الرد الإيراني هو الذي وضع حداً لغطرسة «النتن»، وهو الذي وضع العربدة الأمريكية تحت سقف الواقعية بأي قدر. ولا يمكن إيقاف هذه الغطرسة النتنة ولا وضع حد للتطرف والإرهاب الأمريكي إلا من خلال رد الرد السريع والأسرع على أي خطوة أمريكية متوقعة بالرد على إيران، وسيقدم أنه طبعاً رد «إسرائيلي».
هذا هو الوعي وهذه هي الواقعية، بل والأفضلية التي لاحت وتهيأت ظروفها الأنسب لإيران وللمنطقة وللمقاومة ولمحور المقاومة، بل وقد يكون لكل العالم كدفعة واسعة التأثير نحو عالم أكثر عدالة ومساواة ومتعدد الأقطاب.
إذن، «النتن» وهو في أعلى طاووسيته وفي ذروة غطرسته، تحدث عن قرب سقوط النظام والجمهورية الإسلامية في إيران، فذلك يجعل رد الرد العاجل والأسرع من جانب إيران ومعها محور المقاومة هو أهم حاجية ملحة لإيران والمنطقة، بل وللعالم كما أشرت.
ها هو نائب وزير الخارجية الأمريكي يؤكد المؤكد بالقول إن «إسرائيل ليست وحدها التي تفكر في خيارات الرد على إيران بل أمريكا أيضاً».
حاجية ترهيب وإرهاب إيران هو ما يُراد من هكذا تصريح، فأمريكا هي وراء كل الحروب وكل الإجرام والجرائم في العالم، ولكنهم يعتقدون أو يتوهمون أن الزج بالمسمى «أمريكا» في التفكير بالرد سيحبر إيران على التخلي عن فلسطين والقدس وغزة لتصبح جاهزة للتوقيع على ما يسمى «البيان العربي - الأمريكي - الأوروبي»، وذلك بالتأكيد هو المستحيل الذي لا يمكن حدوثه!
المصدر مطهر الأشموري
زيارة جميع مقالات: مطهر الأشموري