المتراكم الاستعماراتي والمتراكم الاستعمالاتي!
- مطهر الأشموري الثلاثاء , 21 يـنـاير , 2025 الساعة 6:53:01 PM
- 0 تعليقات
مطهر الأشموري / لا ميديا -
في فتره الثورات القومية والمد القومي باتت الأنظمة العربية تقسم إلى أنظمة ثورية وقومية وتقدمية يقابلها ما عُرفت بالأنظمة الملكية الرجعية.
الثورات والمد القومي ارتبط بالمد اليساري السوفيتي والتقدمية كما كان يطلق عليها.
لقد انكسرت القومية ومدها في هزيمة 1967م، والهزيمة الأكبر جاءت -مع الأسف- مما عُرف بانتصار أكتوبر 1973م.
ومن حينها بدأ الاتحاد السوفيتي يتراجع ومن ثم فإن الوصول لتفتيت الاتحاد السوفيتي برمته كان بمثابة الهزيمة للاتحاد السوفيتي بمده الشيوعي والتقدمي.
الطرف المنتصر لم يكن الاستعمار الغربي بقيادة أمريكا بل إن الأنظمة العربية التي أسسها الاستعمار الغربي كعميلة أو تابعة ونحو ذلك هي شريكة نصر كتابعة أو عميلة، ولم يعد دورها يقتصر على الدفع إلى تطبيع واتفاقات سلام مع الكيان الصهيوني بل دفعت إلى أن تكون هي واجهة وقيادة القومية.
نتيجة كل هذا هو انغراس متراكم أمريكي لم يعد من السهل اقتلاعه أو اجتثاثه بالطرق الثورية كما كان بل إن هذا التراكم الاستعماري الغربي هو من يخطط وينفذ لتثوير وثورات تخدم مصالحه وأهواءه وأهدافه.
ما عرف بالثورات الملونة 2011م هي تحديث أمريكي للتثوير البريطاني وما عُرفت بالثورة العربية الكبرى.
ما عُرفت بالأنظمة الرجعية هي متراكم عربي مواز وتابع للمتراكم الأمريكي الاستعماري، والطبيعي في ظل هذا الانقياد لأمريكا أن يشتغل المتراكم العربي الرجعي كقيادة عربية ليجعل من الجامعة العربية في الممارسة والتفعيل بمثابة (جامعة عبرية)، فالمتراكم الأمريكي والمتراكم العربي التابع وما أضافه ما يسمى السلام والتطبيع من توابع هو ما تقدمه حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني وعلى غزة تحديداً وربطاً بذلك ما جرى في لبنان وسوريا.
مثلما الثورة العربية الكبرى كانت مجرد محطة غربية بريطانية، فما عُرف بالربيع العربي 2011م مجرد محطة أمريكية غربية وما هو مجرد استثناء فليس القياس وليس به يقاس في ظل أي تداخلات وتفاصيل.
الطريقة التي يتم التعامل بها في إطار الصراع والمتغيرات الدولية لم تعد المباشرة والفورية ولا الثورية والآنية ومن جانب روسيا والصين ومازالت هذه القوى تتموضع للتعايش وتحسين مصالح مع الغرب الرأسمالي ومتراكمه في منطقتنا وربطاً به مع المتراكم العربي، وبالتالي تجاوزات الثورات والتثوير ضد الأنظمة الرجعية وتجاوزنا الطريقة التي كانت تمارس بها الحروب من فيتنام إلى أفغانستان.
السوفيت دعموا الفيتناميين بالسلاح وحسب فيما أمريكا تم تهيئة الإسلام والمسلمين ليكون أرضية حربهم ضد السوفيت في أفغانستان وهي بالإسلام المؤمرك والمسلمين كأدوات والتسليح من أمريكا وإسرائيل وبمال وتمويل عربي.
مشهد هذه الحرب يقدم العلاقة العضوية بين المتراكم الأمريكي والمتراكم العربي، كما يقدم هذا المشهد حقيقة أن ما يُعرف بالإرهاب هو صناعة أمريكية ليس فقط في استثمارها ضد السوفيت بل هي استثمار أمريكي محتكر وإذا هي استعملتها بالشكل المباشر في أفغانستان والشيشان كحرب بالإرهاب فالاستعمار الأهم والأكبر والأطول والأنجح هو بعد تحولها إلى عنوان الحرب ضد الإرهاب.
فاستثمار الإرهاب باتت تقدمه الإبادة الجماعية في غزة مثلما تقدمه المستجدات، فالمشكلة ليست في الإرهاب والحرب به أو عليه لكنها في استثمار الاستعمار الأمريكي الغربي.
بقدر تمدد وتجذّر المتراكم الاستعماري الأمريكي وبقدر تموضع المتراكم العربي المرتبط به عضوياً نحتاج إلى النفس الطويل والأطول في النضال، كما نحتاج للروح الإيمانية الحقة والصلبة التي لا تهزها إمبراطوريات ولا حملات إعلامية وفي أداء المقاومة الفلسطينية وفي موقف الثبات اليمني المساند لغزة ما يؤكد أن بمقدورنا عمل الكثير وتحقيق إنجازات كبيرة حتى في ظل هذا التموضع المتزاوج والمزدوج للمتراكم الاستعماري الأمريكي الغربي وربطاً به التموضع العربي العمالاتي والاستعمالاتي.
علينا كشعوب ألا ننتظر من روسيا ولا من الصين ولا حتى من إيران أن يعملوا لنا ومعنا ما يعمله الاستعمار الأمريكي الغربي مع إسرائيل.
هذه الأرضية الفكرية الثقافية التوعوية هي أساس الإنجازات والانتصارات وهي الكفيلة بنجاح متصاعد ومتلاحق في مواجهة المتراكم الاستعماراتي الأمريكي الغربي وإلى جانبه المتراكم الاستعمالاتي العربي!
المصدر مطهر الأشموري
زيارة جميع مقالات: مطهر الأشموري