حق أبي..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
أنا نفسي أعرف حاجة واحدة بس: من الذي ربط الرجولة بقيادة السيارات؟
أي أب يمتلك سيارة ويشتي ابنه الصغير يوقع رجال، يقوم يرجم له مفتاح السيارة.
وإذا قلت له ليش يا فلان، حرام عليك عاده طفل.
يجاوبك من طرف نخره: خليه يوقع رجال.
أيش المنطق الأعوج هذا، يوقع رجال على حساب سلامة الناس؟
وما هو الرابط العجيب أصلاً بين الرجولة والقدرة على قيادة سيارة؟
الآن إذا شفت امرأة تسوق سيارة، ممكن أعتبرها شنب..!
طيب ما علينا.. الجانب السيئ ...
من الأمر أن معظم الأشخاص الذين أعرفهم لا يستطيعون القيادة، وطوال حياتهم لم يمسكوا “دركسون”.
مساكين.. مش عارفين أنهم مش (رجال).
الآن صعب أصارحهم بالموضوع وأجرح مشاعرهم.. عجايب والله!
طبعاً هذه الفترة زادت ظاهرة قيادة الأطفال بشكل مخيف.
ومش أي سيارات، أطفالنا لا يعجبهم إلا الصوالين والهايلوكسات.
كل خمس دقائق تحصل طفل يسوق سيارة هايلوكس، ويمشي من أي تقاطع براحته، ويزيد المرور يضرب له تحية.
خلاص الوضع أصبح مخيفا جداً.
أصبحنا نخاف الخروج إلى الشارع يا جماعة الخير، خوفاً من أن يصدمنا طفل بسيارته الصالون.. عفواً أقصد بسيارة أبيه الصالون.
وإذا صدمك ينزل يهنجم فوقك ويصيح: حق أبي وأنا حر.
طيب السيارة حق أبوك، بس أنا مش حق أبوك والله.
الله يهديك..!
المشكلة أننا أصبحنا أول دولة عربية تمتلك صواريخ فرط صوتية، وخامس دولة عالمياً.
ناهيك عن الزوارق الحربية المسيرة، وغيرها من الأسلحة المتطورة جداً، وكلها صناعة محلية.
وبرغم ذلك لا نستطيع حل بعض الظواهر الاجتماعية البسيطة.
عيب يا جماعة.
سلام الله على المجاهدين في قواتنا المسلحة بمختلف تشكيلاتها ووحداتها.
ورجال المرور كذلك عظماء، ويؤدون واجبهم تحت الشمس كل يوم.
ولكن نتمنى من شرطة المرور وبالأخص وحدة الضبط المروري أن تقوم بدورها في هذا الجانب، وتعمل على احتجاز أي سيارة يتم ضبطها بحوزة طفل.
ولا يتم الإفراج عن السيارة إلا بتعهد من ولي أمره ودفع غرامة مالية محترمة.
أنتم يعجبكم الإيرادات أصلاً، اضربوا عصفورين بحجر.

أترك تعليقاً

التعليقات