إلى المطبلين
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
اسمعوا يا مطبلين:
طبلوا براحتكم، صفقوا، تملقوا، جاملوا الفاسدين، وتمسحوا عرض مساوئ المزرين.
افعلوا ما شئتم، ولكن لا تتجاوزوا حدودكم مع أبناء هذا الشعب، لاسيما أبناء الثورة الشرفاء والمخلصين.
لا تتهموا الناس بالخيانة، أو بالارتزاق، أو بالعمالة.
لا تطعنوا في نزاهة وشرف أحد لمجرد أنه انتقد مسؤولاً أو وزيراً أو حتى رئيساً.
أنت خائن، أنت مرتزق، أنت مدفوع، أنت طابور خامس.. وعليها.
والله عيب عليكم.
من الواضح أنكم اعتدتم على هذه الطبيعة القبيحة...
 لذلك يجب علينا أن نعالجكم قبل أن تتطور الحالة.
أنا سأكون طبيبكم مجاناً بدون مقابل، اتبعوا هذه الخطوات والشفاء من الله.
أولاً: عليكم أن تقتنعوا بهذه الحقيقة، فساد وفشل حكومتنا أمر مقطوع لا جدال فيه، هذه حقيقة مثبتة وواضحة لا يستطيع أحد أن ينكرها أو يواريها.
ثانياً: مادمتم محسوبين على الثورة، فتذكروا أن سيد الثورة بنفسه انتقد الفساد ووصف الوضع بـ”المزري”.
حاول أن يهديهم ويصلحهم برفق لكنهم ملؤوا قلبه قيحاً، وفي الأخير اضطر لإعلان التغيير الجذري.
فمن أنت لكي تقنعني بعكس ما يقوله السيد؟
ثالثاً: اقتنعوا أننا يمنيون، وأننا من أبناء الثورة.
نحن لم نأتِ من زيمبابوي، ولم نقطن في فنادق الرياض لسنوات ثم عدنا إلى حضن الوطن.
نحن أبناء هذا الشعب الصامد وأبناء ثورته المجيدة، ومن حقنا أن ننتقد حكومتنا ونطالب بمحاسبة الفاسدين وتحسين الوضع.
رابعاً: إذا كانت لديكم مصالح من الوضع الحالي وهذا شيء مؤكد، فحاولوا أن تدوسوا على رغباتكم في سبيل الصدق.
حاولوا تدريجياً أن تتعلموا التضحية بالمصلحة في سبيل الحق.
مثلاً وظيفة جيدة تكبلني وتمنعني عن قول الحق لا أريدها.
مستحقات ضخمة آكلها على حساب معاناة الآخرين لا أريدها.
لا تقولوا للجائع اسكت، وللمظلوم اسكت. في سبيل المحافظة على مكانتكم المرموقة عند المسؤولين.
إذا كنتم شبعانين ومرتاحين، فالجياع والمظلومون لا يستطيعون أن يسكتوا.
ودعوني لا أخض في قضية المبيدات لكي لا أجرح مشاعركم، فالقضية تجاوزت مسألة “جوع” وأصبحت قتلاً وإبادة.
المهم.. إذا كانت النية موجودة فاتبعوا الخطوات المذكورة وستلاحظون تحسناً كبيراً بإذن الله تعالى، وإذا كانت النية غير موجودة فأنتم أخبر بأرواحكم.
واصلوا التطبيل براحتكم، ولكن لا تتهموا أحداً بالخيانة والارتزاق جزافاً وكذباً.
أما نحن فاعذرونا.
والله نحن لا نستطيع أن نجامل الباطل، ونتملق للفساد، ونداهن الظلم، لأننا نخاف الله الذي نسيتموه وأصبح عندكم مجرد طقوس عبادية جوفاء.
نحن نخجل من هذا الشعب الذي يعاني ويتعذب بسبب فساد حكومة الوضع المزري، إلى جانب معاناته من العدوان والحصار.
وإذا كنتم لا تخجلون فهذه مشكلتكم.
وفي الأخير.. اعلموا أن قيمة المرء لا تُقاس بمنصبه أو ماله، وإنما بمبادئه وقيمه ومواقفه.
والعاقبة للمتقين.
#الحرية_خالد

أترك تعليقاً

التعليقات