شعب يمني..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
لا سامحه الله ولا غفر له، من زرع فينا منذ الصغر ثقافة الاستهانة والاستخفاف بأنفسنا وهويتنا الوطنية، وبعباراته المسمومة جعلنا نرى “اليهودي المزنر” أحسن وأرقى منا ثقافة وسلوكاً.
أكون ماشياً في الطريق وأرى سائق دراجة نارية يقود بدون ذوق، فسرعان ما أتنهد وأقول بازدراء: شعب يمني..!
أشاهد شخصين يتشاجران في ما بينهما فأتنهد وأقول بنفس الازدراء: شعب يمني..!
أنا مؤمن ومتيقن بأن اليهود هم من زرعوا فينا هذه الثقافة الشيطانية، عبر أدواتهم التي حكمت اليمن طوال العقود الماضية وعلى رأسها عفاش.
هذه حقيقة لا شك فيها، لأن استصغارنا لأنفسنا أمر لن يفرح به إلا اليهود، وقد أخبرنا الله بأنهم عدونا الأول والأكثر خبثاً وحقداً وكيداً.
وفي المقابل يتولد فينا انبهار وإعجاب بالشعوب الغربية واليهودية حتى وإن كانت منحطة، وهذا ما يتمناه الصهيوني بالضبط.
فعلاً الكثير منا لا يخفي انبهاره بالأمريكان والشعوب الأوروبية، وهؤلاء هم ضحايا الخديعة اليهودية الخبيثة.
لو أتينا للأمر بالعقل والمنطق.. فكيف سأكون معجباً بأمريكا ومعدل انتشار الجريمة فيها مخيف؟
هناك في أمريكا، الناس محرومون من الشعور بالأمان.
لا يستطيع الشخص أن يخرج من بيته أعزل وفي جيبه بعض الدولارات، لأنه سيتعرض للقتل والسرقة في غضون ساعات.
هناك لا يستطيع الشخص أن يفتح بقالة عادية دون أن يضع أمامه سلاحاً مذخراً، لأنه سيتعرض لعملية سطو مسلح في أي لحظة.
ناهيكم عن العنصرية المخيفة وما يحدث من إجرام وقتل وتصفية بحق أصحاب البشرة السمراء، أما بالنسبة لانتشار جرائم الاغتصاب، فهذا الأمر لوحده في كفة أخرى.
هكذا هي بلدانهم التي يُعجب بها البعض ويتمنى الهجرة إليها، حتى البلدان الأوروبية انفضحت وانكشفت سوأتها للعالم.
حصلت في فرنسا وألمانيا أزمة بنزين خفيفة بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، فرأينا الناس يتقاتلون في المحطات كالحيوانات.
شاهدت مقطع فيديو لرجل فرنسي وهو يمسك رأس امرأة ويضربه بالجدار بكل وحشية، والسبب خلاف على الدور في تعبئة الوقود.
لا دِين ولا أخلاق ولا إنسانية تردعهم عن هذا الجنون.
انظروا إلى ذلك الواقع السيئ وقارنوه بواقع الشعب اليمني.
نحن نعيش في ظل حصار جائر منذ 8 سنوات، ونتجرع كل أنواع المعاناة والظلم والقهر.
عندنا أزمة غذاء ودواء وبنزين وغاز، ولو كان باستطاعتهم أن يحرمونا من الهواء لحرمونا منه.
وبرغم كل ذلك، مايزال التراحم هو السائد بيننا، ومازال اليمنيون يقدمون دروساً في التكافل والتعاون والإيثار.
الأخ يعطف على أخيه، والجار يتفقد جاره، وكل يساعد الآخر بما استطاع، ولولا هذه الأخلاق الإنسانية لكان الحصار قد قضى علينا منذ أول شهر.
وتلك الدول التي استمتعت بمعاناتنا دارت الدنيا عليها، وها نحن نرى شعوبها تتقاتل على قليل من البنزين.
وبينما يخاف المواطن الأمريكي من أن يجلس على رأس بقالته بدون سلاح، يعيش المواطن اليمني بفضل الله في ظل أمن واستقرار وطمأنينة، وهناك محلات تجارية كبرى في بلدنا ليس فيها قطعة سلاح.
لا أقول إن معدل الجرائم عندنا صفر، ولكنه قليل جداً مقارنة بانتشار الجرائم في أمريكا ومعظم الدول الأوروبية.
هذه الحالة الإيجابية التي نعيشها بفضل الله تعالى، لا تروق للأمريكيين والإسرائيليين، ولذلك يشنون علينا هذه الحرب العدوانية باستخدام أدواتهم من الأعراب والمنافقين، وقد فشلوا فشلاً ذريعاً في الجانبين العسكري والأمني.
لم يتبق لهم الآن سوى الساحة الأخلاقية، وهذا ما أكد عليه سيد الثورة يحفظه الله.
وهم حالياً يحاولون بكل جهدهم أن يسلخونا عن أخلاقنا ومبادئنا وعقيدتنا الإسلامية القويمة، يريدون أن نكون مثلهم بلا أخلاق، وأن نتقاتل في ما بيننا كالحيوانات، وأن تنتشر بيننا جرائم الاغتصاب والقتل كما هو الحال عندهم.
هنا تكمن خطورة الحرب الناعمة، ويجب علينا الاستعانة بالله وإفشالها كما أفشلنا الحرب العسكرية والأمنية.
سلام الله على الشعب اليمني، شعب الإيمان والحكمة، من وجد فيه رسول الله نفس الرحمن.
وقد علم الأعداء من هو الشعب اليمني.

أترك تعليقاً

التعليقات