كفار..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
في روسيا الاتحادية.. يستطيع أي مواطن أن يتواصل مع رئيس الدولة بسهولة بالغة.
حتى وهو مستلقٍ على سريره، كل ما عليه أن يلتقط هاتفه المحمول ويقوم بإرسال رسالة إلى البريد الإلكتروني الخاص برئاسة الدولة، ثم يأتيه الرد خلال مدة لا تتجاوز يومين أو ثلاثة أيام.
الموضوع حقيقي يا جماعة الخير، وقد أخبرني بذلك صديق يمني يعيش في روسيا.
فلاديمير بوتين المشغول بحرب كبرى مدمرة ضد أوكرانيا وأمريكا وحلف الناتو؛ لايزال يقرأ رسائل مواطنيه ويرد عليهم.
أما عندنا.. خلوها على الله.
الشعب في وادٍ، والرئيس وحكومته في واد آخر...
تقوم القيامة، تنقلب الدنيا رأساً على عقب، تشحب أصواتنا من الصراخ، ولا أحد يسمعنا.
وإذا سمعونا أرسلوا لنا الباص المعكس والفرسان الملثمين ليسكتونا، لأنهم يعتبرون صراخنا وآلامنا وأمراضنا مجرد ثرثرات.
المهم.. ما علينا من روسيا، أصلاً هم كفار.
خلونا نتكلم عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
الكثير لا يعلمون أن الشهيد “إبراهيم رئيسي” كان شخصاً بسيطاً حتى أثناء توليه الرئاسة، ولم يكن يملك سوى شقة صغيرة عادية جداً، ولا يوجد لديه أي ثروة أخرى.
شاهدت مقابلة للرئيس الإيراني أجراها قبل استشهاده.. المذيع يسأله: كم حجم ثروتك؟
قال له بابتسامة صادقة: لا أملك سوى راتبي فقط وشقة صغيرة متواضعة.
هكذا كان الرئيس الإيراني، ثم ذهب إلى لقاء ربه وهو نظيف ونزيه، دون أن يتسخ بأي أموال أو ثروات أو فساد.
لو استطعنا ترسيخ هذا النموذج الراقي في بلدنا لتغير الحال والواقع إلى الأفضل.
نحن كان لدينا الصماد (سلام الله عليه)، ذلك الرجل الاستثنائي.
ولم نشهد منذ استشهاده مسؤولاً بذلك الصدق والإخلاص والوفاء والعطاء والاهتمام بشعبه.
قبل أن يستشهد الصماد قال إنه لا يملك حتى بيتاً، وفي حال استشهاده فإن أولاده لا يملكون سوى العودة إلى مسقط رأسهم.
بعدها حاولوا جميعهم تقليد الصماد، وبطريقة مثيرة للشفقة، والمشكلة أنهم يسيرون عملياً في الاتجاه المعاكس.
لا تقلدوه بالكلام، بل احذوا حذوه في الإيمان والإخلاص والاستشعار للمسؤولية، حاربوا الفساد، حسنوا أوضاع الشعب، تلمسوا معاناة المواطنين.
اعملوا كما كان يعمل وكثر الله خيركم، أما الكلام الفارغ خلوه لكم.
شابعين كلام والله.
#الحرية_خالد

أترك تعليقاً

التعليقات