إبراهيم الوشلي / لا ميديا -
4 سنوات مرت منذ ميلاد تحالفٍ أرعن كان نتاجاً طبيعياً لما وضعه العم سام في بويضة مملكة الشر، وكلما تقدم هذا العدوان في السن زادت فضائحه وتنامى رصيده الإجرامي البشع، ومع تدشين العام الخامس من الصمود تبقى محافظاتنا المحتلة غصة تؤرق الأحرار الرافضين لكل المشاريع الهدامة والاستعمارية، وفي سياق النص بعض من الحصاد الذي جنته تلك المحافظات خلال 4 سنوات عجاف أكلن كل مظاهر الحياة فيها.
في تعز اشتباكات مستمرة بين فصائل مختلفة كلها تنتمي في الأخير لحزب العمالة متعدد الألوان والأشكال، قذائف أبي العباس التكفيرية وقذائف عبده فرحان الإخوانية رغم اختلاف ولائها إلا أنها دائماً تفضل الانقضاض على منازل الأبرياء الذين لا تربطهم أية علاقة بخلافات الإخوان والسلفيين، وتعشق الانهيال على مستشفيات تم بناؤها لتحسين الوضع الصحي واستقبال حالات مرضية، إلا أن هؤلاء المرضى "النفسيين" تمركزوا في الجبال وأرسلوا إليها قذائفهم التي يبدو أنها تعلمت على يد طائرات العدوان كيفية تدمير المستشفيات وإحراقها كلياً.
دماء النساء والأطفال لا تُرى بالعين المجردة، وصراخهم كأنه أهازيج تتلى على أذنٍ طرشاء، الشوارع باتت تحتضن الركام بدلاً عن المارة، اختفى ضجيج أبناء تعز المتزاحمين في نواصي الحارات، وظهرت أصوات الانفجارات نيابة عنه، وتلاشت طربيات أيوب طارش الشجية بفعل الانفجارات المفزعة.
هذا الدمار هو آخر ما توصلت إليه فصائل العمالة والارتزاق التي لطالما سعت إلى تحرير تعز من كهنوت الأنصار حسب قولها، ليتسنى لها تقاسم الكعكة أو تدميرها بالأحرى دون منغصات، تهانينا أيها الخونة لقدرتكم على قلب الموازين خلال 4 أعوام من العدوان الذي خرجتم في بدايته لتشكروا سلمان على ما يقترفه من جرم، واليوم بات سلمان وبن زايد وترامب معاً يدينون لكم بخالص الشكر والعرفان لإخلاصكم في تدمير تعز وسفك دماء أبنائها.
أما محافظة عدن التي تحررت بالاحتلال الإماراتي من الانقلابيين الحوثيين، إذا مررت عليها ستجدها ليست في منأىً عن سوط الجلاد الحاقد (هذا إذا حالفك الحظ وتمكنت من الخروج سالماً برأسك)، إن أدرت عينك لليمين ترى جريمة اغتيال، ولو نظرت باتجاه اليسار تجد جريمة سرقة وقتل بأكثر الطرق وحشية، وفي الشارع المقابل ستجد أمهات يطالبن بالإفراج عن أبنائهن المعتقلين في سجون الاحتلال الإماراتي، أما أذنك فأظنها ستعتاد على أصوات الانفجارات والعبوات الناسفة، ناهيك عن الاشتباكات التي تحدث في مناطق عدة بين قوات الاحتلال والفصائل الأخرى، وعليك أن تغض طرفك عن الإهانات التي يتلقاها الرجال قبل النساء ليلاً ونهاراً على يد جنود وضباط الإمارات، ولا أدري إن كنت ستستطيع أن تغض طرفك، خصوصاً وقد قالت بعض المنظمات إن الإماراتيين يتلذذون بإدخال العصي في مؤخرات الرجال، وهذا بحد ذاته يستوجب انتفاضة شعبية وثورة مسلحة لاسترداد شيء من الكرامة التي سلبت، ورغم الأهوال التي ستراها إلا أن "الشيخ عثمان" ومعه "البريقة" وآخرون سيصرون على نقل شكواهم ومعاناتهم في غياهب الاحتلال إليك كنوعٍ من الفضفضة وتخفيف الهموم.
أما حضرموت فلا نريدك أن تذهب إليها لتُقتل على يد تنظيم القاعدة الإرهابي الذي يتجول هنا وهناك كأنه سائح أجنبي، سائح يهوى ذبح البشر وإعدامهم بأساليب مختلفة قد لا تخطر على البال. في حضرموت الجميع معرض للموت، حتى إمام المسجد لم يشفع له تدينه من الاغتيال والقتل.
وفي محافظة المهرة ستجد أكثر الأشياء جنوناً ووقاحة وإثارة للغضب، فقد وصل الأمر بالدنبوع هادي إلى أن يقوم بتعيين عميد سعودي الجنسية يدعى "مفتي سهيل بن صمودة" مديراً لأمن محافظة المهرة، هذا القرار يعتبر استهانة بالمهرة وأبنائها وكينونتها، ولهذا رأينا المحافظة أفاقت مؤخراً على وقع جرائم الاحتلال السعودي، وأخرجت أبناءها بقيادة الشيخ الحريزي للمطالبة برحيل القوات السعودية عن أرضهم، ولو كان هذا الموقف الحازم والحر هو المتخذ منذ البداية لما وصلت الأمور إلى ما هي عليه الآن، لكن "ولا مابش".
كل هذه المناطق المحتلة تحكي لنا فظاعة ما يرتكبه تحالف الشر وأولياؤه على ترابها وبحق أبنائها، وبالطبع في حديثي السابق كله لم أتطرق إلى مجزرة واحدة من آلاف المجازر التي ارتكبتها مقاتلات العدوان الحاقدة بحق النساء والأطفال والشيوخ، وإنما أردت فقط جمع حصاد 4 سنوات من إنجازات تحالف الشر في المناطق التي تقبع تحت سيطرته، وفي هذا الكفاية وزيادة لتشيب بضع شعرات من رأسك إن كانت فطرتك الإنسانية سليمة.
وإذا لم تقتنع بهذا كله، وظللت تبحث جاهداً عن سبب خروج هذا الطوفان البشري في الذكرى الرابعة للصمود، فيكفي أن تسأل نفسك: ماذا لو تم تسليم صنعاء إلى من يحكم عدن؟
المصدر ابراهيم الوشلي
زيارة جميع مقالات: ابراهيم الوشلي