مقدار النذالة..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم الوشلي / لا ميديا -

أكبر نكبة ممكن تحصل لك في الحياة هي أن تحشر نفسك أو تحشرك الأقدار في المشاكل التي تحدث بين عصابات الأنذال، وذلك لأنك ستجد نفسك المهمش الوحيد من الطرفين المتنازعين، سواء أيدت ودعمت وساندت هذا أو ذاك، فسوف تُحتقر وتتلقى الصفعات من هذا وذاك.
أعتقد أنه من أسوأ مراحل الحظ أن تمشي من إحدى الحارات كأي عابر سبيل أثناء شجار عنيف يحدث فيها، خصوصاً لو أكلت نصيباً وافراً من الضربات العشوائية الهائلة، وصدقني حتى لو أقسمت لهم بحياتك إنك عابر سبيل مسكين، فلن يصدقك أحد، فالوطيس على أشده والجميع يريد أن يضرب وحسب.
وفي نهاية الأمر سيتفق الطرفان وسيتحمل كل منهما الأضرار التي سببها للآخر، وأنت لن يلتفت إليك أحد.. ستكون الضحية الوحيدة هنا.
هذا ما حدث تماماً قبل أيام في مطار عدن، إذ وقع العشرات ضحايا في الصراع الهمجي الدائر بين مليشيا الإمارات ومليشيا السعودية، ضحايا دون ذنب لشجار بين أنذل الكائنات الحية على الإطلاق.
فبعد الانفجارات التي حصلت في مطار عدن، كشف مصدر في وزارة الصحة التابعة لما تسمى حكومة المناصفة عن نقل طائرة أممية جرحى الصليب الأحمر الدولي وبعض الجرحى المقربين من عملاء الانتقالي والفنادق فقط لتلقي العلاج في الخارج.
الطائرة التابعة لمنظمة «أطباء بلا حدود» رفضت بصرامة أن يصعد على متنها أي شخص لا ينتمي للمنظمات وليس مقرباً من مسؤولي حكومة الفنادق ومليشيا ما يسمى الانتقالي.
المصدر ذاته أشار إلى أن بعض الجرحى الذين تم نقلهم للعلاج في الخارج نظراً لقرابتهم من العملاء حالتهم ليست حرجة ولا تستدعي السفر أصلاً، بينما المستضعفون الذين يعانون من حالات حرجة مرميون ومنسيون تماماً.. كأنهم صفر على الشمال.
هذا التصرف الحيواني الحقير يخلع بلا شك قناع الإنسانية عن الوجه البشع لمنظمات الأمم المتحدة، لكنه قبل ذلك يكشف مقدار السفالة والحقارة والأنانية التي تسيطر على أولئك الأوغاد الذين نصبوا أنفسهم مسؤولين، واتفقوا في الرياض دون وجه حق على أن يحكموا رقاب الناس في المحافظات المحتلة.
كان الله في عونكم إخوتنا في الجنوب المحتل، فالكتاب يعرف من عنوانه، والحكومة الخربانة خربانة من أولها.. وهذه حكومة كشفت قذارتها واحتقارها للشعب قبل أن يتم الاحتفال بتشكيلها المزعوم.
حكومة تسفك دماء مواطنيها ثم ترفض معالجتهم.
حكومة متخبطة متصارعة في ما بينها.
حكومة نصفها منبطح للإمارات ونصفها الآخر منبطح للسعودية.
العجيب أن الناشط الجنوبي «صبري الحبيشي» عبر عن استيائه من تصرفها الحقير بخصوص نقل الجرحى، ثم وصفها بالحكومة، وأعطاها نصيحته الذهبية، حيث قال إن الحكومة الجديدة أمام منعطف خطير، وإما أن تكون أو لا تكون.
الله المستعان يا «صبري».. كل هذه التصرفات التي تنم عن دناءتها، ومازلت لم تقتنع بعد بأنها لن تكون..!
وتقدم لها خدماتك وتعطيها النصائح أيضاً..!
ثم بالله عليك أي حكومة هذه وهي غير قادرة على الدفاع عن نفسها، بل متناحرة في ما بينها، وفي الأخير تقوم بتنقية الجرحى الذين سينقلون إلى الخارج نقوة، وكأن بقية الضحايا حيوانات وليسوا بشراً.
نحن في مناطق السيطرة الوطنية، قرأنا الأخبار فقط ولم نعش تفاصيلها التي عشتموها.. ورغم ذلك اكتشفنا مقدار النذالة العالي الذي يتمتع به أولئك القوم، وأدركنا بسهولة أنها عصابة من الأنذال المنحطين، وليست حكومة.
ولسنوات طويلة صحنا من همجية الأمم المتحدة وفتحها المطار لموظفيها المرفهين فقط، بينما تمنع (الأطفال) المرضى بأمراض مزمنة ومميتة من السفر للعلاج.. وها هم اليوم لم يفرقوا بيننا وبينكم.. قتلوا أبناءنا ومنعوهم من السفر بحجة الرافضية، وقتلوا أبناءكم ومنعوهم من السفر بحجة رجوع الشرعية.. نذالة المنظمات والعملاء واحدة.. وعليكم أن تستوعبوا ذلك وتقتنعوا به.
لا شيء لدي لأقوله.. ولكن أسأل الله أن يكون في عونكم يا أبناء المحافظات المحتلة، وأن يرفع عنكم كل بلاء.

أترك تعليقاً

التعليقات