هبوط مظلي..!
 

ابراهيم الوشلي

إبراهيم يحيى / لا ميديا -
إحنا شعب يعشق الأزمات، يموت في الطوابير الطويلة.
المساربـــة والمزاحمة هوايتنا المفضلة.
إذا مرت فترة ونحن مرتاحين بدون أزمات نشعر بضيق في التنفس، ما نقدرش نعيش بشكل طبيعي.
ضروري نختلق أزمة من العدم.
عاد الصاروخ حق الصهاينة ما وصلش لخزانات النفط، إلا والشعب اليمني كله في المحطات، وهات لك يا مزاحمة ومشاكل ورفيس.
ما عاد أدينا للصاروخ فرصة يقرح.
حتى الطوابير مش طوابير طبيعية ومنظمة، تشوف سيارات تشقح من اليمين، وسيارات تشقح من اليسار، وسيارات تدخل تزاحم من الوسط...
كل واحد يشتي يوصل قبل الثاني.
ما كان ناقص إلا سيارات تعمل هبوط مظلي.
تخيلوا أن بعض الشوارع توقفت تماماً من شدة الزحمة والعشوائية.
ما لكم يا جماعة صلوا على النبي..!
هو (بترول) والله العظيم، مش أكسجين ولا ماء ولا قمح.
عادي نقدر نعيش بدون بترول.
خلونا نمارس الرياضة شوية، مثلاً نمشي رجل، أو نسوق سياكل.
عادي الوضع ريلاكس.
والله ما تموت إذا خلص البترول من سيارتك.
طيب حتى لو كنت أنا غلطان، والبترول ضروري عندكم مثل الماء والهواء.
الأزمة مش موجودة من الأساس يا جماعة.
شركة النفط عملت رسالة لكل مواطن: «نطمئن الجميع بأن الوضع التمويني مستقر والكميات متوفرة، ولا داعي للازدحام في محطات تعبئة الوقود».
صحيح الصهاينة أولاد الكلب قصفوا خزانات كان فيها كمية مخزنة من النفط، لكن هذا لا يعني أن نختلق أزمة بهذه السرعة.
المهم.. لو سمحتم لا تكرروها مرة ثانية.
أحرجتونا أمام العالم.
العالم كله يشوفنا حاجة عظيمة وفي النهاية نتفاضح على شوية بترول.
حتى «الإسرائيلي» لما يشوف الطوابير يفرح ويشعر بانتصار عظيم، وفي الحقيقة الموضوع تافه.
أقسم بالله لن يثنينا عن مساندة إخوتنا في غزة لا أزمة بترول ولا ماء ولا هواء.
نحن نفدي فلسطين بأرواحنا.. أما خزانات النفط فهي شيء تافه.
في النهاية تحياتي لكل شخص واعٍ لم يشارك في اختلاق الأزمة، ولم يسارب في محطات البترول.
طبعاً أنا كنت مفلس، ولو كان معي فلوس إننا ساربت.
لا تصدقوش أمزح والله.

أترك تعليقاً

التعليقات