تغيير
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
من ذكاء الزعيم السابق أنه كان شديد اليقظة والانتباه، متهوراً لا يطيق أن يرى نسراً واحداً على جيفته، فهو يرصد المؤثرين على الرأي العام فيعيّنهم وزراء فيختلق لهم أسباباً تؤدي لسقوطهم شعبياً ليتضح للجماهير أن هؤلاء فاسدون!
سلوك اتبعه مع بعض العلماء غير الأجلاء، ومع قيادات عسكرية ذات سمعة في ميدان القتال، ومع قيادات رأس المال... فقط يلتقط الشخصيات ذات التأثير الجماهيري، يرفعها إلى أعلى مكان، ثم يرميها ويهوي بها في مكان سحيق.
ينتظر الشعب اليمني تشكيل حكومة التغيير الجذري. هؤلاء الوزراء القادمون لن يكونوا ملائكة، وإن بعضهم ربما كان وزيراً أو مرموقاً في جهة ما فأفسد ولم يصلح، أو لم يكن القدوة بالقدر الكافي، فعلينا أن نعطيه فرصة للإصلاح وتلافي الأخطاء السابقة... الخ.
ولكن لا بد من التنبيه إلى أن تجربة "المشرفين" لم تكن ناجحة، وهي فكرة كانت جيدة واجتهاد كان في محله، لولا أن بعض هؤلاء "المسرفين" (بالسين وليس بالشين) كان مثالاً في الفساد والابتزاز والنهب والاختلاس، فهل نكرر هذه التجربة مع الوزراء الجدد؟!
أحسب أن الرأي الشعبي سيكون مقدمة المراقبة على هذا الوزير أو ذاك، فيمكن أن تنزل استبيانات صادقة نبتغي منها الإصلاح على أبواب الوزارات والهيئات، وتكون هذه الاستبيانات غاية في الدقة والأمانة وصحة الضبط، وأن تتيح للجماهير أن يقدموا معلومات موثقة ونزيهة عن هذا الوزير أو ذاك ليسير التغيير سيراً واضحاً

أترك تعليقاً

التعليقات