فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
لأن الكمال ليس من طبع البشر، فإن المطلوب المحاولة، مجرد محاولة، أن نطمح إلى بلوغ الكمال، فلقد ساءني جداً ضعف التغطية الصوتية للمهرجان الاستعراضي الذي أقيم في ميدان الصماد (السبعين)، فبالرغم من الجهد الفائق الذي بذلته موسيقى الجيش التي ذكرتنا بعهد الثورة الأم سبتمبر 62، فإن التغطية الصوتية كانت ضعيفة للغاية، فلم تنقل النغمات الموسيقية التي كلفت حناجر ورئات الموسيقيين جهوداً شاقة، ولولا انضباط الإيقاع لأبطال جنودنا الأشاوس لاختلفت الحركة بالكامل.
أما الأمر الآخر فهو ضعف التعليق (الإنشائي) شعراً ونثراً، وضاعف هذا الضعف طول زمن العرض، لولا بضعة أبيات شعرية ممتازة من شعر وددنا لو طال. كان بعض التعليق مناسباً. ورغم أن شعراء وثائرين كانوا موجودين في العرض في المنصة، إلا أنهم صمتوا، مأخذوين بالعرض المهيب!
اليمن غني بأدبائه، وأدبه شعراً ونثراً، ولو كنت موجوداً لدعوت أدباء حضروا الحفل أن يرتقوا في الأسباب ليعبّروا شعراً ونثراً عن انطباع الشعب بهذه المناسبة السعيدة.
الملاحظ أن بعض أفراد فرقة الموسيقى هم الحاصلون على العلمية الموسيقية، بمعنى أنهم تلقوا معلومات موسيقية في معاهد اختصاصية؛ غير أن الموسيقى العسكرية والموسيقى المدنية التي يعزفها الملحنون والفنانون، عدا نفر قليل، هي موسيقى سماعية، ومن باب الإنصاف فقد خلف لنا الغزاة الأتراك بعض الموسيقى التي ما زالت حية حتى يومنا هذا.
لقد رأيت فيما يرى النائم أن هناك معهداً للموسيقى، وبيتاً للموسيقى أيضاً يعلم الشباب قواعد الموسيقى بشكل أكاديمي. والمطلوب أن يتحقق هذا الحلم فيجعله ربي حقاً، وأن يكون هذا المعهد أو ذلك البيت قد وجد، والمطلوب هو التشجيع بمزيد من رفع المعنويات، والمادية على وجه الخصوص، لتسير حياتنا رخاءً ونغماً طرياً ورخيماً دونما نشاز!

أترك تعليقاً

التعليقات