رمضان كريم
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -
معنى الورع في الإسلام أن تقدم على الحق حقوقاً، وأن تتنازل عن الحق لشبهة وردت فيه، فلئن كان له حق فيه شبهة وردت في المليون، كأن يكون في هذا المليون ألف ريال فيه ربا، تنازلت عن هذا المليون. طبعاً هذا الإنسان يسمى ورعاً صالحاً ذا تقوى، وهو قليل في هذه الأيام.
وسأل تاجر في مدينتي (تعز) رجلاً من أهل العلم قائلاً له: يا سيدي، أنا لم أعرف الزكاة إلا من موعظة من صالح في المسجد، فماذا أفعل ولي عشر سنوات لم أزكِّ؟! فقال له: اكتب الخارج والداخل من تجارتك وخذ متوسط الحساب واعط الزكاة فيه. وقام التاجر بتقدير المبلغ ودفع ثلاثة أضعاف ما وجب عليه، نسأل الله له القبول.
الورع قضية نادرة وخلق إسلامي كريم، بل نجد الورع خصلة من خصال النبوة الشريفة، وعلامة من علامات الصلاح. وهناك موظف ذهب إلى ديوان الخدمة المدنية فتنازل عن درجته الوظيفية لجاره الذي لم يوفق في الحصول على درجة وظيفية؛ لأنه صاحب أيتام وأسرة فقيرة، وحين سأله الموظف عن سبب تنازله قال له إنه أحوج مني وسيغنيني الله من فضله. ولما عرف تاجر صالح هذا الفعل استدعاه وقال له: لقد كتبت لك كل شهر ما كان ينبغي أن تحصل عليه من مرتب هذه الوظيفة... وهكذا فإن كرم الله كان أسرع إليه مما تنازل عنه، والله لا يضيع أجر المحسنين، وهو العالم بالنوايا وهو الذي يقبل من عباده.
وفي شهر رمضان ينبغي أن تصلح النوايا وتبادر بالخيرات... والله أكرم الأكرمين.

أترك تعليقاً

التعليقات