فضول تعزي
 

محمد التعزي

محمد التعزي / لا ميديا -

الحزب هو جماعة من الناس تلتف حول فكرة واحدة تطمع أن تنجح لتصبح عقيدة أو تقترب من العقيدة. والنشأة الحزبية قد انطلقت من خلال عدة دوافع أبرزها الدافعان الاقتصادي والاجتماعي. ويذكر هتلر في كتابه "كفاحي" أن هدفه الأول أن يعيش الشعب الألماني في أمان من ضوائق الحاجة، فهو في كفاحه يستميت من أجل سيادة ألمانيا، وخاصة في مجال أن يعيش الألمان في بحبوحة من العيش الكريم.
ومهما يكن من أمر فإن دوافع إنشاء الأحزاب قد تختلف من حين لآخر، على صعيد ما هو الأول بالإنجاز أو ما هو الأفضل من خلال الرؤية أو على الأصح من خلال تجسيد المنافع للشعب ليصبح قادراً على الدفاع عن هذه المنافع والمصالح من جهة، وليمضي في تحقيق مواجهة المثبطات ليستمر الشعب في مسيرة حياة هانئة. ومعنى ذلك ألا حياة ناهضة إلا ببذل الكثير من الجهاد الذي يسعى هذا الحزب لإنجاز أهدافه على نحو موصول، بغض النظر عن اختلاف الرؤى التي قد تتطور حين حدة الرؤى إلى شقاق وصراع لا يخرج عن دائرة العنف والاحتكام إلى سيادة الفوضى العبثية بشكل هستيري أرعن، ومثال ذلك ما حصل في جنوب الوطن "أحداث يناير" العدمية ليقتل 10 آلاف من الطرفين، اشتراكي يتبع الرفيق ماو، وآخر يتبع ماركس والرفيق لينين!
لا يدري المرء إن كانت فكرة الحزب ستقوم على برنامج تنموي إلى معالجة التخلف الذي من أجله يقوم الحزب مطرحاً أسباب الجانب السلبي الذي يرافق كل الأحزاب في المجال العربي بخاصة ليتطور هذا الجانب السلبي إلى حد المواجهة، والمسألة في مجملها مسألة بنيوية عالج بعضها عبدالرحمن بن خلدون وبشكل مستفيض في مقدمته، إذ تناول ما سماه "العصبية" وأن هذه العصبية ستظل ضاربة الجذور في التربة العربية إلى ما شاء الله.
وباختصار إن أحداً لا يمكنه تنقية التربة الحزبية من سلبيات كثر تتمثل في الانتهازية ومبادلة الرجعية بالرأسمالية والتقدم بالتخلف وبالنماء وانعدام توحد الرؤية وتفكيكها، فالحزبية أصبحت مصلحة أفراد غالبة الجماعة بشكل قبيح فج.

أترك تعليقاً

التعليقات